تعرض الجمهور المصري لبرامج التحقيقات الإستقصائية التليفزيونية وعلاقته بمستوي المعرفة بالقضايا المجتمعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 مدرس الإذاعة والتليفزيون، کلية الإعلام، جامعة بني سويف.

2 مدرس الإذاعة والتليفزيون، کلية الإعلام والعلاقات العامة، جامعة النهضة.

المستخلص

    سعت الدراسة الحالية في هدفها الرئيس إلي قياس العلاقة بين تعرض عينة من الجمهور المصري إلي برامج التحقيقات الإستقصائية بالقنوات الفضائية ومستوي المعرفة ببعض القضايا المجتمعية التي تتبناها تلک النوعية من البرامج، وانتهت الدراسة إلي مجموعة من النتائج يمکن توضيحها في النقاط التالية:
-   تحقق الهدف الرئيس للدراسة في وجود علاقة ارتباطية ودالة إحصائياً بين مستويات تعرض عينة من الجمهور المصري لبرامج التحقيقات الإستقصائية التليفزيونية ومستويات المعرفة بالقضايا المجتمعية.
-   بلغت نسبة الجمهور المصري مرتفعى التعرض لبرامج التحقيقات الإستقصائية التليفزيونية 23% من إجمالى مفردات عينة الدراسة، بينما بلغت نسبة الجمهور متوسطى التعرض لبرامج التحقيقات الإستقصائية التليفزيونية 62.8%، وجاءت نسبة الجمهور منخفضى التعرض لبرامج التحقيقات الإستقصائية التليفزيونية 14.3% . وتعکس هذه النتيجة حجم التعرض المتوسط لدي أفراد العينة لبرامج التحقيقات الإستقصائية التليفزيونية وذلک إنطلاقاً من فرضية قلة هذه النوعية من البرامج بالفضائيات العربية؛ فلم تعرف القنوات العربية هذا النمط الإستقصائي بشکل منهجي إلا في السنوات الأخيرة من القرن الحالي، وبقدر هامش الحرية المتاح في کل دولة، مما جعل المشهد متفاوتاً من بلد إلى آخر، وربما يرجع ذلک إلى عدة أسباب تتلخص في: عدم توفير المؤسسات الصحفية والإعلامية البيئة المناسبة للمحررين لديها لتنفيذ مشاريع استقصائية، وغياب المحرر المتدرب بسبب اهمال تلک المؤسسات تدريب العاملين لديها، بالإضافة إلى العقلية التي تتحکم في القائمين على أمر هذه الوسائل وعدم الرغبة في تقديم ما هو مختلف.
-   تمثلت أهم برامج التحقيقات الإستقصائية التليفزيونية التي تعرض بالقنوات الفضائية العربية من وجهة نظر الجمهور  المصري جاء في المرتبة الأولي برنامج (سري للغاية) بنسبة بلغت 65.8%، وفي المرتبة الثانية جاء برنامج (أخر کلام) بنسبة بلغت 57.3%، وفي المرتبة الثالثة جاء برنامج (الصندوق الأسود) بنسبة بلغت 42.8%، وفي المرتبة الرابعة جاء برنامج (خيط حرير) بنسبة بلغت 19.5%، وفي المرتبة الخامسة جاء برنامج (انتباه) بنسبة بلغت 15.5%. وتعکس هذه النتيجة قلة عدد برامج التحقيقات الإستقصائية بالفضائيات العربية، حيث يؤرخ لمثل هذه النوعية من البرامج للإعلامي يسري فودة  الذي لقب برائد الصحافة الاستقصائية التلفزيونية في العالم العربي خلال تجربته في برنامجه سري للغاية، لذا تصدر برنامجه أهم برامج التحقيقات الإستقصائية من وجهة نظر أفراد العينة.
-   يعتمد 13.5% من الجمهور المصري علي برامج التحقيقات الإستقصائية التليفزيونية في المعرفة بالقضايا المجتمعية بدرجة کبيرة، بينما بلغت نسبة متوسطي الإعتماد 44.2%، وجاءت نسبة منخفض الإعتماد 42.3% من إجمالى مفردات عينة الدراسة. يمکن تفسير هذه النتيجة في ضوء رغبة الجمهور في المعرفة في ظل عدم وضوح الرؤية حول القضايا المجتمعية لا سيما الموضوعات الإقتصادية والأمنية في الفترة الأخيرة؛ الأمر الذي يجعل الجمهور ينطلق إلي العمق والإستقصاء عن المعلومات والحقائق، أيضاً الرغبه في الاندماج في قضايا المجتمع.
-   تمثلت بعض العوامل التي أدت إلي اهتمام التليفزيون والفضائيات العربية بالصحافة الإستقصائية خلال السنوات القليلة الماضية من وجهة نظر الجمهور في المرتبة الأولي جاء (انتشار وتشعب قضايا الفساد فى مصر) بنسبة بلغت 53.0% من إجمالى مفردات عينة الدراسة، وفي المرتبة الثانية جاء (بروز ها کفاعل مهم فى التأثير على صناعة القرار السياســـى) بنسبة بلغت 50.3%، وفي المرتبة الثالثة جاء (مجاراة التطورات الحديثة التى شهدتها صناعة المواد الخبرية والإستقصائية الصحفية والتليفزيونية على المستوى الدولى) بنسبة بلغت 47.3%، وفي المرتبة الرابعة جاء (بروز الصحافة والتحقيقات الاستقصائية کأحد مظاهر التحولات الديمقراطية التى شهدتها الحالة المصرية عقب الثورة) بنسبة بلغت 39.5%، وفي المرتبة الخامسة جاء (توسيع هامش حريــة التعبيـــر) بنسبة بلغت 38.5%. ويمکن تفسير هذه النتيجة في ضوء نتائج دراسة حسين ربيع (2013)( التي أسفرت عن اتفاق بين المحررين الاستقصائيين حول عدد الأدوار التي يمکن أن تؤديها الصحافة الاستقصائية، أهمها: الکشف عن المعلومات التي لايتاح للجمهور الاطلاع عليها سواء بقصد أو بدون قصد من قبل البعض، کما يمکن أن تسهم فى الکشف عن وقائع فساد وتجاوزات يحاول البعض التستر عليها في مختلف المؤسسات والمصالح الحکومية وغير الحکومية، خاصة تلک التي تضر بمصالح المواطنين، وأن معظم التحقيقات قد أثر بشکل کبير في إحداث التغيير الذي تم تنفيذها من أجله،حتى أن بعضهم أکد أن بعض القضايا احتلت أولوية لدى صانع القرار نتيجة نشر تحقيق استقصائي حولها، وماکانت هذه القضايا تأخذ هذا الاهتمام من قبل المسئول، إلا بسبب تسليط الضوء عليها وکشف التجاوزات فيها من خلال التحقيقات الاستقصائية.  فعلى سبيل المثال نشر تحقيق استقصائي للصحفيين "على زلط" و "محمد الخولي" الصحفيان بجريدة "المصري اليوم" حول الملابس المسرطنة في أسواق مصر، نتج عنه قيام الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة بإعداد مواصفات جديدة للنسيج، لتحظر فيها استخدام الأصباغ والمعادن الضارة والمسرطنة في صباغة الملابس والمنسوجات، کما حددت نسب استخدام آمنة لبعض أنواع الأصباغ تقع ضمن الحدود المسموح بها دوليا .

-       تمثلت أهم القضايا المجتمعية التي ترکز عليها برامج التحقيقات الإستقصائية التليفزيونية من وجهة نظر الجمهور في المرتبة الأولي جاء (فساد المسئولين) بنسبة بلغت 51.8%، وفي المرتبة الثانية جاء (انتشار ظاهرة المخدرات في المجتمع المصري) بنسبة بلغت 48.8%، وفي المرتبة الثالثة جاء (الأمن المجتمعي والإرهاب) بنسبة بلغت 47.8%، وفي المرتبة الرابعة جاء (انتشار الأمراض في المجتمع المصري) بنسبة بلغت 43.3%، وفي المرتبة الخامسة جاء (بطالة الشباب وعلاقتها بالعنوسة) بنسبة بلغت 33.5%.



 

الكلمات الرئيسية