سيميولوجيا التکوين فى الاتصالات التسويقية المتکاملة ودورها فى عملية الاستبصار والتذکر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بقسم العلاقات العامة والاعلان بکلية الاعلام – جامعة القاهرة

المستخلص


المنهج السيميولوجي يعتبر من أکثر المناهج قدرة على کشف ماهية التکوين المرئى بکافة أنواعه، إذ يتسع بطبيعته لدراسة کل ما هو لغوى لسانى وکل ما هو بصرى، لأن موضوعه الأساسى هو دراسة أساليب التواصل والأدوات المستخدمة للتأثير فى المتلقى. الوظيفة التواصلية لا تؤديها الأنساق اللسانية فقط، بل هناک أنساق أخرى غير لسانية ذات وظيفة سيميائية تواصلية وتعتبر التکوينات البصرية للاتصالات التسويقية داخل المجال المرئى أحد مجالات التطبيق السيميولوجي بوصفها تتضمن حدثاً تواصلياً منتجاَ للدلالة التي تفوق دلالة الکلمة وحدها في سياقها.
أوضح عمرو عتيق فى دراساته الأسلوبية لثقافة الصورة أن التلقي بوساطة العين التي تشاهد التجسيم لفکرة ما أکثر تأثيراً في الوعي والإدراک، وأکثر رسوخاً في اللاوعي من تلقي النص المقروء، کما أن صورة واحدة تستطيع أن تلخص العديد من التفاصيل. ومن خصائص تلقي الصورة قدرتها على إضاءة فکرة بزمن قياسي، إذ إن نظرة واحدة للصورة تخلق فضاءات دلالية وإيحاءات رمزية، وترسم من الآفاق الفکرية والمعرفية ما يعجز عنه الخطاب المکتوب.
وتوافر عنصر الإبهار والقيمة الفنية والجمالية، المتمثلة فى الاستعارة البصرية metaphor، للتکوين داخل المجال المرئى يضيف نوعاً من التشويق والتحدى لدى المتلقى ما يزيد من تفاعله لإضاءة وميض الإستبصار. وتتجلى قيمة الميتافور من خلال تفاعل مبدع التکوين مع الواقع الموضوعي، والواقع العيني المحسوس والمتخيّل، فهي بمثابة رؤية للعالم الموضوعي والمتخيل في آن واحد. ويتحقق تأثير الاستعارة البصرية على الإدراک والتذکر من خلال عدة محددات منها ما يرتبط بالنزعة الجمالية وخصائص عملية الاستبصار لدى المتلقى وکذلک طبيعة ومستويات التحفيز.
من هنا تسعى الدراسة إلى توظيف التحليل السيميائى لرصد خصائص تکوينات مختلفة لرسائل الاتصالات التسويقية داخل المجال المرئى، من ضمنها تکوين الميتافور، للتنبؤ بقدرتها على التأثير فى المتلقى، ويعقب ذلک اختبار تأثير کل تکوين من التکوينات محل الدراسة على عملية الاستبصار والتذکر لدى المتلقى للوقوف على مدى دقة نتائج التحليل السيميائى فى التنبؤ.
 

الكلمات الرئيسية