مستقبل مهنة الإعلام في ظل التطور السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

تَمَثَّلَتْ مُشْكِلَةُ الدِّرَاسَةِ فِي "فهم آراء القائمين بالاتصال حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مهنة الإعلام، والتحديات والفرص التي قد تواجههم"، وقد تمثلت أهداف الدراسة في هدف رئيسي وهو "استكشاف تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على مستقبل مهنة الإعلام وتحليل دور القائم بالاتصال السعودي في ظل هذا التطور التكنولوجي"؛ أما عن الأهداف الفرعية فقد كانت كالتَّالي (التعرف على مدى اعتماد القائمين بالاتصال السعوديين على تقنيات الذكاء الاصطناعي في أعمالهم اليومية/ استكشاف الأدوات والتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي التي يعتمد عليها القائمين بالاتصال السعوديين في عملهم الإعلامي/ تقييم تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على جودة الأخبار والمحتوى الإعلامي المقدم/ دراسة آراء القائمين بالاتصال السعوديين حول إمكانية حلول الذكاء الاصطناعي محل الوظائف التقليدية في مجال الإعلام/ تحديد المجالات الإعلامية التي يُتوقع أن يزداد فيها استخدام الذكاء الاصطناعي في المستقبل/ استكشاف المهارات التي يجب على الإعلاميين تطويرها لمواكبة التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي/ تحليل التحديات التي تواجه الإعلاميين نتيجة انتشار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على دورهم المهني/ استكشاف الفرص التي قد توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء الإعلامي/ تقديم رؤية مستقبلية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مهنة الإعلام، ودوره في تحسين أداء القائم بالاتصال/ تحليل السيناريوهات المحتملة لمستقبل مهنة الإعلام في ظل التطورات المتسارعة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي). وقد اِعْتَمَدْ البَاحِثَ فِي هَذِهِ الدِّرَاسَةُ على المنهج المسحي survey  الكمي مُستخدم استمارة الاستبيان عبر الإنترنت (الاستبيان الإلكتروني) كأداة لجمع البيانات من عينة عمدية قوامها (150 مُفردة) من من الإعلاميين والمهنيين العاملين في مجال الإعلام في المملكة العربية السعودية، كما استند الباحث في الإطار النظري للدراسة على كلًا من:(نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام Media system dependency theory - نظرية الحتمية التكنولوجية Theory Technological Determinism).
وَخلصت الدِّرَاسَةِ إِلَى مَا يَلِي: أن نسبة كبيرة من العينة تعتمد بشكل دائم على هذه التقنيات، حيث بلغت نسبة من يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل دائم (60%) من إجمالي العينة؛ وتتصدر تقنية تحليل البيانات قائمة الاستخدامات، حيث بلغت نسبة اعتمادها (62%) من القائمين بالاتصال السعوديين (عينة الدراسة)؛ وأن غالبية القائمين بالاتصال السعودي (عينة الدراسة)، بنسبة (66%)، يرون أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل على تحسين الجودة؛ وهذه النسبة المرتفعة تعكس إدراكًا إيجابيًا للتكنولوجيا الحديثة كأداة تسهم في تعزيز فعالية الأخبار ودقتها؛ وأن نسبة (74.7%) من القائمين بالاتصال السعودي (عينة الدراسة) تعتقد بدرجة كبيرة أن هذه التقنيات يمكن أن تحل محل وظائفهم التقليدية؛ وأن نشر المحتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتصدر القائمة بنسبة (74.7%)؛ فتصدرت مهارات كتابة المحتوى القائمة بنسبة (62.7%) من حيث المهارات التي يجب على الإعلاميين تطويرها لمواكبة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وفقًا لآراء القائمين بالاتصال السعودي (عينة الدراسة)؛ وأبدى (62.7%) من القائمين بالاتصال السعودي (عينة الدراسة) قلقهم بشأن احتمالية استبدال الوظائف التقليدية بتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ وأشار (69.4%) من القائمين بالاتصال السعودي (عينة الدراسة) إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تسريع هذه العملية؛ وأن (64.7%) من القائمين بالاتصال السعودي (عينة الدراسة) لديهم رؤية مرتفعة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الإعلام؛ وأن (62%) من القائمين بالاتصال السعودي (عينة الدراسة) يتبنون سيناريو التفاؤل؛ وأن (64.7%) من القائمين بالاتصال السعودي (عينة الدراسة) يتوقعون أن الإعلام سيصبح أكثر ابتكارًا وتنوعًا؛ كما ظهرت علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين اعتماد القائمين بالاتصال السعوديين (عينة الدراسة) على تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملهم وتأثير على جودة الأخبار المقدمة في الإعلام؛ وأخيرًا وجدت علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين اعتماد القائمين بالاتصال السعوديين (عينة الدراسة) على تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملهم وتقييمهم للمحتوى الإعلامي في ظل توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي.