فاعلية استخدام إدارة الجودة الشاملة فى تحسين مستوى جودة الخدمة التعليمية بکليات وأقسام الإعلام المصرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الصحافة - کلية الإعلام جامعة بنى سويف.

المستخلص

فى ضوء ما انتهت إليه نتائج البحوث والدراسات السابقة، من تراجع وانخفاض مستوى جودة الخدمة التعليمية لطلاب کليات وأقسام الإعلام بالجامعات المصرية، مما أدى إلى تدهور وتدنى المستوى العلمى للمستفيدين من الخدمة وأحداث فجوة بين کفاءة ومهارة الخريجين ومتطلبات سوق العمل، وتماشيًا مع ما أکدته دراسات وبحوث أخرى من أهمية تطبيق معايير الجودة الشاملة فى التعليم الجامعى (باکيناز برکة 2014- کاهى مبروک 2010- أحمد عبد الله الرشدى 2008- David Nolan, 2008 – Robin Blom, 2012، Laura Castaneda, 2011– (Pavlik, 2013، بما ينعکس ايجابيًا على جودة الخدمة، ورضا المستفيدين، والقدرة على تلبية احتياجات سوق العمل، تتحدد مشکلة الدراسة فى: رصد وتحليل وتفسير فاعلية استخدام إدارة الجودة الشاملة فى تحسين مستوى جودة الخدمة التعليمية بکليات وأقسام الإعلام بالجامعات المصرية الحکومية من أجل الوصول إلى مخرجات تعليمية قادرة على تلبية احتياجات ومتطلبات سوق العمل الإعلامى ورضا المستفيدين من الخدمة، وبما يسد الفجوة بين الإدارکات والتوقعات بين الدارسين من خلال دراسة ميدانية على طلاب کليات وأقسام الإعلام بجامعات القاهرة: عين شمس، الأزهر، سوهاج، الزقازيق، فى إطار نموذج جوده الخدمة.
وحاولت الدراسة التعرف على مدى فاعلية استخدام إدارة الجودة الشاملة فى تحسين مستوى جودة الخدمة التعليمية بکليات وأقسام الإعلام بالجامعات المصرية الحکومية من أجل الوصول إلى مخرجات تعليمية تلبى رضا المستفيدين من الخدمة، وتکون قادرة على تلبية احتياجات ومتطلبات سوق العمل الإعلامى, من خلال دراسة ميدانية على عينة عمدية قوامها (240) مفردة من طلبة کليات وأقسام الإعلام بجامعات القاهرة، عين شمس، الأزهر، سوهاج، الزقازيق، فى إطار نموذج جوده الخدمة، وقد انتهت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها کالتالى:
1- ضعف المناهج الدراسية بکليات وأقسام الإعلام بالجامعات المصرية الحکومية، وغياب التوازن بين المقررات ذات الطابع النظرى مقارنة بالمقررات العملية, بجانب عدم استحداث تخصصات ومقررات إعلامية جديدة تواکب التقدم العلمى الجديد، وتتعامل مع التقنيات المتطورة، وتستجيب لرغبات الدارسين ومتطلبات المجتمع، وتفتح أفاقاً جديدة لبرامج تعليمية متطورة فى کافة التخصصات والفروع الإعلامية, وتأتى هذه النتائج متفقة مع ماتوصل إليه (Sriramesh,Vercic (2001:103-112، من أهمية مواجهة نقص المعرفة لدى طلاب الإعلام من خلال تقديم مناهج دراسية حديثة متطورة تساعد الطلاب على الممارسة الفعلية للمهنة، وما طالبت به دراسة Wail. A. (2005:355-361), من ضرورة وضع استراتيجية لتطوير العملية التعليمية فى برامج الإعلام من خلال تحديث المقررات الدراسية, وتوظيف التکنولوجيا الحديثة فى عملية التدريس، وماتوصل إليه، کاهى مبروک (2010: 160-170)، من وجود فجوة بين مخرجات التعليم العالى فى الجزائر ومتطلبات سوق العمل نتيجة عدم تجديد وتطوير المناهج الدراسية، والاعتماد على الجانب النظرى أکثر من الجانب التطبيقى.
2- عدم مراعاة کليات وأقسام الإعلام بالجامعات المصرية الحکومية تطبيق معايير الجودة الشاملة فى أساليب التدريس والتعليم المستخدمة مما نتج عنه عدم رضا الطلبة عنها خاصة لاستمرار الغالبية من أقسام الصحافة فى التدريس بالطرق التقليدية, وتأتى هذه النتائج متفقة مع ماطالبت به دراسة أمين سعيد عبد الغنى(2008), ومروة عجيزة (2011)، من أن استخدام التقنيات الإليکترونية فى التعليم الإعلامى يساعد على استيعاب الطلبة للمقررات الدراسية، ويزيد من کفاءة الأداء، ومواکبة احتياجات سوق العمل فى عصر المعلومات, فيما تأتى هذه النتائج متباينة تماماً مع دراسة Engleberg, etal (2008:241-265)، من أن مؤشرات جودة الخدمة التعليمية لدى طلاب الإعلام بالجامعات الأمريکية تمثلت فى توافر التقنيات الإليکترونية فى أساليب التعلم، والمزج الفعال بين الجوانب النظرية والتطبيقية، وتحويل العملية التعليمية من عملية تقليدية خالية من الإبداع والابتکار إلى عملية تفاعلية تتسم بالمرونة والتفاعل والابتکار وتبادل الأدوار.
 
 3- أظهرت نتائج الدراسة عدام توافر المتطلبات المهنية اللازمة لغالبية أعضاء هيئة التدريس بکليات وأقسام الإعلام بالجامعات الحکومية, وعدم تجاوب الکثير منهم مع معطيات الجودة الشاملة, مما نتج عنه انخفاض مستوى الأداء والتأثير السلبى على برامج التأهيل والتدريب، فيما تأتى هذه  النتائج متباينة مع ماتوصل إليه Hugenberg، وآخرون(2006:415-437)، من ارتفاع مستويات الرضا لدى طلبة الإعلام والصحافة فى الجامعات الأمريکية تجاه أداء أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم نظراً للمرونة فى النقاش والحوار, والابتکار المستمر فى أساليب التدريس, وماتوصلت إليه دراسة, مجاهدى الطاهر, ضياف زين الدين (2014: 212-213)، من أن احترام شخصية الطالب, والتشجيع على العمل الاجتماعى، ومساعدة الطلبة على اتخاذ القرارات، واستخدام أساليب التقويم المستمرة، من أهم خصائص الأستاذ الجامعى الناجح فى ظل جودة التعليم.
4- کشفت نتائج الدراسة عن نقص الإمکانيات التدريبية المتاحة لکليات وأقسام الإعلام بالجامعات المصرية الحکومية، سواء فيما يتعلق بالجوانب البشرية أوالفنية أوالتکنولوجية، بما لايتلاءم مع متطلبات الجودة الشاملة، وقد ظهر ذلک من خلال عدة إشکاليات تتمثل فى: نقص الأجهزة المتوافرة فى معامل التدريب، حيث تعانى تلک الکليات والأقسام کما يراها عينة الدراسة, من عدم اهتمام أقسام الإعلام بتوفير التجهيزات اللازمة للعملية التدريبية ومحدودية وحدات التدريب الإذاعى والتليفزيونى, وندرة المطابع، ومعامل الصحافة والعلاقات العامة والإعلان، بجانب ضعف المستوى المهنى والفنى للمشرفين على عمليات التدريب العملى، وتضاؤل فرص التدريب العملى بالمؤسسات الإعلامية المختلفة نتيجة عدم توافر آلية للتعاون والتنسيق بين هذه الأقسام والمؤسسات الإعلامية.

الكلمات الرئيسية