اتجاهات الخطاب الإعلامي الدولي نحو حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء (أکتوبر 2015)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم العلاقات العامة والإعلان بکلية الإعلام – جامعة القاهرة.

المستخلص

 اهتمت الدراسة الحالية بتحليل الخطاب الإعلامي البريطاني والخطاب الإعلامي الأمريکي والخطاب الإعلامي الروسي بشأن حادث سقوط الطائرة الروسية، وذلک على مستوى الأطروحات، سياق التقديم، مسارات البرهنة، المفاهيم المرکزية، والقوى الفاعلة. ومن واقع هذا التحليل يمکن تلخيص نتائج الدراسة فيما يلي:
(أ) أطروحات الخطاب الإعلامي الدولي:
تمثلت أطروحات الخطاب الإعلامي البريطاني عن حادث سقوط الطائرة الروسية في ثلاث أطروحات (أطروحة العمل الإرهابي، أطروحة التبعات الاقتصادية للحادث على الاقتصاد المصري، أطروحة المؤامرة على مصر). أما أطروحات الخطاب الإعلامي الأمريکي عن حادث سقوط الطائرة الروسية فکانت أطروحة العمل الإرهابي، أطروحة التبعات الاقتصادية للحادث على الاقتصاد المصري، أطروحة المؤامرة على مصر. أما أطروحات الخطاب الإعلامي الروسي عن حادث سقوط الطائرة الروسية فکانت أطروحة العمل الإرهابي، أطروحة التبعات الاقتصادية للحادث على الاقتصاد المصري، أطروحة الخلل الفني. ويتضح من ذلک اتفاق الخطاب الإعلامي البريطاني والأمريکي والروسي على أطروحتين، الأولى تتمثل في أطروحة العمل الإرهابي، أما الثانية فهي أطروحة تبعات الحادث على الاقتصاد المصري. في الوقت نفسه اتفقت بعض وحدات الخطاب الأمريکي والخطاب البريطاني في أطروحة واحدة فقط وهي أطروحة " المؤامرة"  بينما انفرد الخطاب الإعلامي الروسي بأطروحة "الخلل الفني"
(ب) سياق التقديم في الخطاب الإعلامي الدولي:
 اتفق الخطاب الإعلامي البريطاني والروسي والأمريکي في تقديم حادث سقوط الطائرة الروسية في سياق سلبي (يتناقض مع الرؤية المصرية)، فقد کثفت الخطابات الثلاثة الحديث عن أن المطارات المصرية غير مؤمنة بالقدر الکافي وأنه من السهل أن تحدث خروقات أمنية في هذه المطارات مستقبلاً وبالتالي إمکانية وقوع حوادث مماثلة، وهو ما يلقى باللوم على أجهزة الأمن المصرية لأنها غير قادرة على تأمين المطارات المصرية، کما تناولت الخطابات الثلاثة سوء الوضع الأمني في سيناء، وأن مکان وقوع الطائرة ميدان حرب ضد الإرهاب، وأن هذا المکان غير آمن للطيران المدني. تحدثت الخطابات الثلاثة أيضاً عن الخسائر التي لحقت بالاقتصاد المصري وانهيار السياحة وسوء الوضع الاقتصادي. وقد انفرد الخطاب الإعلامي الروسي بإبراز مساعي ترکيا لجذب السياح الروس إليها والاستفادة مما حدث في مصر، وأن شرکات سياحة روسية مهددة بالإفلاس بسبب تعليق الرحلات إلى مصر. کما انفرد الخطاب الإعلامي الروسي بتحليل التأثيرات السياسية السلبية للحادث على العلاقات بين مصر وروسيا. في الوقت نفسه اتفق الخطاب الإعلامي البريطاني والخطاب الإعلامي الأمريکي في جانب مهم جداً، ألا وهو النقد الشديد للأفکار التي تروج لها وسائل الإعلام المصرية من أن حادث الطائرة الروسية مؤامرة على النظام المصري والسعي لإقناع الشعب المصري بأن هناک مؤامرة کبيرة يقودها الغرب ضد مصر لإسقاطها، کما انفرد الخطاب الإعلامي الأمريکي الإعلام الأمريکي بنقد رد الفعل المصري الرسمي تجاه الحادث، فهو يرى "عدم تناسب" رد الفعل المصري مع خطورة الحادث، وضعف "ردود فعل الحکومية المصرية"، وأن کل ما يأتي من الغرب من معلومات غير دقيقة ومشکوک فيها، وأن الدول الغربية (بريطانيا وأمريکا) يسعون إلى إفساد العلاقات المصرية الروسية دون أن تنظر الحکومة المصرية بتريث إلى التکهنات الغربية بشأن الحادث.
(ج) مسارات البرهنة في الخطاب الإعلامي الدولي:
انبثقت هذه المسارات من طبيعة أطروحات الخطاب الإعلامي الدولي، فقد اتفق الخطاب الإعلامي الأمريکي والبريطاني والروسي في البرهنة على أن الطائرة الروسية تم إسقاطها بسبب عمل إرهابي. وعلى الرغم من ذلک فقد تضمنت بعض وحدات الخطاب الإعلامي الأمريکي والخطاب الإعلامي الروسي مسارات برهنة على أن هناک مؤامرة وراء سقوط الطائرة الروسية، في حين لم تتضح فکرة المؤامرة في الخطاب الإعلامي البريطاني. أما البرهنة على أن الطائرة الروسية سقطت بسبب اختلالات تقنية فقد عکسها کل من الخطاب الروسي والخطاب البريطاني (ولم تتضح الأسباب التقنية في الخطاب الإعلامي الأمريکي). من جهة أخرى انفرد الخطاب الإعلامي الأمريکي بوحدات تتضمن البرهنة على سوء التبعات الاقتصادية للحادث، أما الخطاب الإعلامي الروسي فقد انفرد بالبرهنة على رسوخ العلاقات المصرية-الروسية، وقوة التعاون بين مصر وروسيا.
(د) المفاهيم المرکزية في الخطاب الإعلامي الدولي:
  تمثلت المفاهيم المرکزية التي تضمنها الخطاب البريطاني عن حادث سقوط الطائرة الروسية في ثلاثة مفاهيم هي : الإرهاب، المؤامرة، الاقتصاد. وقد اقترن مفهوم "الإرهاب" بمفردات معززة ( هجوم إرهابي، الجماعة، متفجرات، القنبلة، عبوة ناسفة، مسلحون، مؤامرة إرهابية، فصل إرهابي جديد، انفجار، الضحايا. أما مفهوم "المؤامرة":  کمفهوم مرکزي في الخطاب الإعلامي البريطاني فقد جاء ضمن الأطروحة القائلة بأن سقوط الطائرة الروسية جاء "کمؤامرة " ضد مصر، وکذلک في أجزاء الخطاب الذي ينتقد الإعلام المصري باعتباره يروج لنظرية المؤامرة. وقد اقترن مفهوم المؤامرة بتوضيح ما أسماه المؤامرة على العلاقات المصرية الروسية، وأن "الغرب ينتهز کارثة الطائرة الروسية کي يسلط الضوء على الثمن الذي يمکن الشعب الروسي أن يدفعه مقابل قرار الرئيس بوتين التدخل عسکريًا في سوريا. کما أن مفهوم المؤامرة اقترن بانتقاد الإعلام المصري (حيث يذهب الخطاب الإعلامي البريطاني إلى أن الإعلام المصري يروج لنظرية المؤامرة وتضليل الرأي العام). أما المفهوم المرکزي الثالث في الخطاب الإعلامي البريطاني فهو مفهوم "الاقتصاد"، وقد دارت معاني هذا المفهوم في إطار التبعات الاقتصادية لحادث سقوط الطائرة الروسية على الاقتصاد المصري خاصة وأن هذا الحادث جاء بمثابة ضربة لقطاع السياحة في مصر. أما الخطاب الإعلامي الأمريکي فقد تضمن أربعة مفاهيم مرکزية ( الإرهاب، سوء الإدارة، المؤامرة، الاقتصاد). واقترن مفهوم "الإرهاب" بمفردات معززة ( تفجير إرهابي، المجرمين، القتل، الضحايا، الثأر، قنبلة، العبوات الناسفة)، أما مفهوم "سوء الإدارة" فقد جاء ضمن الحديث عن أن أجهزة الأمن المصرية غير قادرة على تأمين المطار، وبالتالي يمکن أن تقع عمليات إرهابية في المستقبل. وعن مفهوم "المؤامرة" تضمن الخطاب الإعلامي الأمريکي مجموعة من المفردات للتعبير عن خطورة الحادث وضرورة أخذه بعين الاعتبار والتفکير فيه بطريقه مختلفة، کما استخدم الخطاب مفردات متنوعة للتعبير عن نظرية المؤامرة بشکل مباشر (حساء المؤامرة، تآمر الأجانب ضد مصر، عملية استخباراتية أنجلو-أمريکية.... وتضمنت بعض وحدات الخطاب الأمريکي مجموعة مفردات تربط بين المؤامرة وتصدى الحکومة المصرية للتبعات الاقتصادية للحادث ( تدخل الحکومة المصرية لإنقاذ قطاع السياحة، الاستعداد لأسوأ الاحتمالات، التفکير فيما يمکن القيام به للحد من الآثار السلبية للکارثة). لهذه الکارثة"

الكلمات الرئيسية