دور شبکات التواصل الاجتماعى فى تصحيح صورة الإسلام على شبکة الإنترنت:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الصحافة المساعد بقسم الإعلام بکلية الآداب - جامعة حلوان.

المستخلص

تدور الفکرة البحثية حول دور شبکات التواصل الاجتماعى فى تصحيح صورة الاسلام على شبکة الإنترنت، فى ظل ما يسمى فى الادبيات الاعلامية بالصورة الإعلامية کمدخل نظرى لهذه الدراسة، دراسة تحليلية لمواقع معادية للإسلام لتبيان الاطر التى استخدمتها هذه المواقع فى تقديمها للإسلام، ومسارات البرهنة والاستراتجيات التى اعتمدت عليها فى تأکيدها لهذه الأطر، مع دراسة ميدانية على عينة من اساتذة الاعلام والإعلاميون المهنيون وأساتذة الشريعة الإسلامية لتبيان دور مواقع شبکات التواصل الاجتماعى فى تصحيح هذه الصورة للإسلام على شبکة الإنترنت، واليات ضمان نجاحها للقيام بهذا الدور فى ظل تعاظم دور وتأثير بل وخطورة شبکات التواصل الاجتماعى.
واکدت نتائج الدراسة الميدانية الخاصة بالإعلاميين المهنيون على ضرورة استخدام مواقع التواصل الاجتماعى فى الرد على غير المسلمين ودعوتهم الى الدخول فى الاسلام من خلال ابراز ووضع روابط لملفات مرئية تحتوى على مشاهد وشهادات لقساوسة ورجال ونساء مسيحيين تحولوا الى الإسلام، ودعوة المسيحيين الى الغرف الاسلامية ودعوة المسيحيين فى الغرف المسيحية الى اعتناق الإسلام، ونشر التقارير والإحصائيات الرسمية الصادرة من منظمات حکومية معروفة فى بلاد الغرب تشير الى التمييز العنصرى فى بلاد المسيحيين والفساد الاخلاقى الذي يمارسه القساوسة ورجال الدين فى الکنائس والأديرة من الشذوذ الجنسى والزنى وزنى المحارم والاغتصاب والتعذيب الجنسى والجسدي، والإشارة الى انتشار الامراض کالايدز بسبب الممارسات غير الاخلاقية فى بلاد الغرب المسيحي، وان غياب تعاليم المسيح فى هذه البلاد ادى الى انتشار الجريمة وغياب الأمن فيها، مع الاشارة الى الترانيم النصرانية التى تتحدث عن طقوس لا تتفق والفطرة السليمة ومعارضة المسيحيون انفسهم لها کالتعميد والرشم بزيت الميرون لما فيها من کشف عورات النساء والرجال امام الکهنة وتمکينهم من لمس ومسح الاعضاء الجنسية للرجال والنساء، مع ابراز الکثير من مقاطع الفيديو لرجال الدين المسيحيين يتحدثون عن البشارة بالنبى محمد عليه السلام فى التوراة والإنجيل.
ـــ بينت نتائج الدراسة ضرورة قيام مواقع التواصل الاجتماعى بالتعريف بالإسلام وشعائره بأسلوب بسيط وسهل وميسر يعرف بها غير المسلمين عظمة هذا الدين، مع ابراز اوجه الاتفاق بين الاسلام وغيره من الاديان خاصة المسيحية فى امور مشترکة کالوصايا العشر والموقف من الخمر والزنا وبر الوالدين والعمل للدار الآخرة، مع وضع الروابط لمواقع الرد على الشبهات المثارة حول الاسلام ونبى الاسلام والقران والتشريع الاسلامى، والتأکيد على ان الاسلام کدين يقبل الاخر ويتحاور معه، وان روح الإسلام مفعمة بقبول الآخر وقد کفلت له مصادر الشريعة الإسلامية احتراما کاملا وصونا تاما لکافة حقوقه، وأن الحوار له آداب وأصول راقية وعظيمة فى الفقه الإسلامي، وان وضع الشريعة الإسلامية للضوابط عند ممارسة الحقوق هو أمر من طبائع الأمور لا صلة له بالتطبيق على احد(104).
ـــ  ثالثا : آراء اساتذة الشريعة الاسلامية:ـــ
-  اشارت نتائج الدراسة الميدانية لأساتذة الشريعة الاسلامية من العينة المختارة للدراسة الى ضرورة قيام مواقع التواصل الاجتماعى على شبکة الانترنت بإظهار حقيقة الإسلام، وانه دين السلام والمحبة والإخاء والإنسانية والأمن والأمان لا يضطهد الأديان الاخرى ولا يحاربها ولا يتخذ موقف عدائى منها، وان رسالة الاسلام هى نشر السلام وعقيدة التوحيد بين سائر البشر والوقوف الى جارها فى المحن والنکبات، وهذه النتيجة تتفق ودراسة خالد الحريري (2012) والتى اشارت الى إمکانية استخدام مواقع شبکات التواصل الاجتماعي على الانترنت بفاعلية في نشر وتعزيز ثقافة الحوار مع الآخر والتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتصحيح الصور المغلوطة عنه، وإبراز شمائله، والدفاع عنه بأساليب الحوار الحضاري البناء وفقا لقيم وضوابط وآداب الحوار مع الآخر في الإسلام(105).
ـــ اکد اساتذة الشريعة الاسلامية على ضرورة استخدام مواقع التواصل الاجتماعى فى صد الهجوم ومحاولات التبشير التى يتعرض لها المسلمون من خلال ابراز الدعوات المباشرة الى اعتناق المسيحية فى بلاد الاسلام خاصة البلدان الافريقية المسلمة الفقيرة، وفى نفس الوقت يجب استخدام هذه الشبکات فى الرد على شبهات المسيحيين ونقد العبادات والطقوس المسيحية ونقد الکتاب المقدس بالأسانيد والنصوص، وتوثيق العمل التبشيري القائم على استغل المشردين والمدمنين والمنبوذين وأطفال الشوارع، وتقديم الطعام والشراب والأنشطة الترفيهية والرياضية مقابل التحول للمسيحية وإظهار المخالفات الاخلاقية التى تقرها الکنيسة او تمارس داخلها مثل فضائح کنيسة ايرلندا والتى مارس فيها رجال الدين فيها اللواط مع الاطفال دون الثامنة من عمرهم، مع نقل وترجمة مقاطع من محاضرات لقساوسة مسيحيين نقدوا الکتاب المقدس، مع ابراز الافلام الوثائقية التى انتجها مسيحيين تنتقد قضايا عقدية کانت لقرون طويلة محل قبول وتسليم لا يمکن الشک فيها مثل الوهية المسيح وان المسيح هو الاله والرب وعقيدة التثليث، وانه رجال الدين المسيحيى معصومون من الخطأ، وفى المقابل ابراز عظمة الاسلام وتوضيح موقف الاسلام من عيسى بن مريم وأمه البتول وشهادات قساوسة ورجل دين مسيحيين تحولوا الى الاسلام بسبب تبجيل واحترام الاسلام للمسيح وأمه العذراء.

الكلمات الرئيسية