نوستالجيا التليفزيون (الحنين إلى التليفزيون فى الماضى) بين المصريين فـى الأربعينيات من العمـــر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم علوم الاتصال والإعلام بکلية الآداب - جامعة عين شمس.

المستخلص

شهـد التليفزيون مراحل متعددة واختلافات منذ بداياته الأولى خاصة مع التطور التکنولوجى الهائل والذى أدى إلى حدوث تغييرات فى شکل التليفزيون ومضمونه ومحتـواه ووظائفه وأدواره وإمکانياته والتى أصبح الکثير منها ماض قديم يثير النوستالجيا اى الحـنين إلى الماضى تجـاهه اى الحنين إلى ما کان عليه التليفزيون فى الماضى من شکل الأجهزة أو وجوه تظهـر فيه أو برامج ومواد مرئية کانت تقدم به أو طرق وأساليب وفنون إخراجيـه کان يتم اتباعها. وذلک يتيح للتليفزيون أن يدخل ضمن اهتمامات دراسات النوستالجيا. ويلاحظ ظهـور نماذج وأمثلة ملحوظة وملموسة معاصرة وحديثة لنوستالجيا الإعلام والتليفـزيون بين المصريين مثل قيام إعلان بإثارة النوستالجيا بالاستعانة بنجوم فوازير رمضـان والتى أصبحت لا تقدم فى السنوات الأخيرة. وتوجد مسلسلات مصرية وترکية تعرض على شاشـات القنوات المصـرية والعـربية وتثير مشـاعر النوستالجيا إلى الماضى بتناول فـترات تاريخية قـديمة بالإضافة إلى ظهور صفحات على مواقع التواصل الاجتمـاعى مثل الفيـس بوک وتويتر تقدم صوراً وفيديوهات لأعمال فنية وتليفـزيونية قديمـة وقد حصلت على شعبية وشهرة واسعة. ولذلک اهتمت هذه الدراسة بتناول نوستالجيا التليفزيون بين المصريين فى الأربعينيات من العمر.
ويتبين من الدراسة أن معظم المصريين فى الأربعينيات من العمر والذين يشعرون بالنوستالجيا تجاه التليفزيون فى الماضى فهم يشعرون بهذه النوستالجيا بدرجة مرتفعة.
ويستخلص من النتائج أن العدد الأکبر من العينة يشعرون بالنوستالجيا بدرجة مرتفعة للتالى: أجهزة التليفزيون القديمة والبث بالأبيض والأسود والمواد الفنية بالأبيض والأسود والملونة والبرامج التى لم يعد يتم تقديمها فى الوقت الحالى والبرامج التليفزيونية الأبيض والأسود وبرامج الأطفال والحديث المباشر والمقابلة التليفزيونية وضيوف البرامج ومعظم خصائصهم والمذيعين کأفراد وأشخاص وليس لمهارات التقديم التليفزيونى وتثبيت اللقطة التليفزيونية لفترة طويلة.
ويلاحظ أن معظم العينة يشعرون بالنوستالجيا تجاه السمات والخصائص التى ترتبط بعيوب وسلبيات موجودة فى التليفزيون فى الوقت الحالى وخاصة التى تتعلق بالخروج عن الأخلاقيات الحميدة وآداب الحوار والعادات والتقاليد والأعراف وانحدار لغة الحوار وضعف الثقافة وعدم الجدية والالتزام في المظهر والسلوک. وقد ظهر ذلک بشکل کبير فى النوستالجيا تجاه الضيوف وبنسبة أقل تجاه المذيعين.
وقد أشار العدد الأکبر من المصريين فى الأربعينيات من العمر بأنهم يشعرون بالنوستالجيا تجاه التليفزيون فى الوقت الحالى بسبب سلبيات موجودة به. وقد وجد أيضاً أن الاتصال الذاتى والشخصى والتليفزيون والإنترنت يقومون بدور فى إثارة النوستالجيا تجاه التليفزيون فى الماضى.
ويتضح أن مشاهدة مواد تليفزيونية قديمة تؤدى إلى مشاعر وأحاسيس وردود أفعال مختلفة ومتنوعة ومتناقضة منها الإيجابى والسلبى أو السعيد والحزين وذلک يمکن تفسيره بأنه متعلق باختلاف وتنوع طبيعة الذکريات التى ترتبط بهذه المواد.
ويتبين من النتائج أن النوستالجيا تجاه التليفزيون فى الماضى لا تؤدى فقط إلى مشاعر وأحاسيس ولکن أيضاً إلى أنشطة يتم ممارستها للتعبير عن هذه النوستالجيا وخاصة جمع شرائط فيديو ودى فى دى DVD للأفلام العربية الملونة والأبيض والأسود التي کانت تقدم فى التليفزيون في الماضى بالإضافة إلى الاحتفاظ بمواد تليفزيونية قديمة على الحساب والصفحة الشخصية على موقع الفيس بوک Facebook وجهاز الکمبيوتر الخاص وذلک يشير إلى استخدام وتوظيف التکنولوجيا الحديثة فى التعبير عن النوستالجيا تجاه التليفزيون فى الماضى.
وقد تم إثبات صحة الفرض الأول حيث توجد علاقة ارتباطية إيجابية دالة إحصائياً بين شعور المصريين فى الأربعينيات من العمر بالنوستالجيا تجاه التليفزيون فى الماضى وبين الشعور بالأنواع الأخرى من النوستالجيا وبالتحديد النوستالجيا تجاه الوطن والأفراد ووسائل الإعلام والاتصال والفن بالإضافة إلى اهتماماتهم وسماتهم الشخصية.
وقد تم إثبات صحة الفرض الثانى بشکل جزئى حيث لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المصريين فى الأربعينيات من العمر وفقاً للنوع وارتباط شعورهم بالنوستالجيا تجاه التليفزيون في الماضى بشعورهم بالأنواع الأخرى من النوستالجيا وخاصة النوستالجيا تجاه الوطن والأفراد ووسائل الإعلام والاتصال الأخرى والفن وأيضاً اهتماماتهم وسماتهم الشخصية. بينما توجد فروق ذات دلالة إحصائية وفقاً للتعليم وذلک لصالح أصحاب المؤهل الجامعى وارتباط شعورهم بالنوستالجيا تجاه التليفزيون فى الماضى بالنوستالجيا تجاه الأفراد ووسائل الإعلام والاتصال الأخرى بالإضافة إلى اهتماماتهم وسماتهم الشخصية وهناک أيضاً فروق ذات دلالة إحصائية لصالح أصحاب المؤهل المتوسط والنوستالجيا تجاه الفن.

الكلمات الرئيسية