في إطار الاهتمام بتوصيف بيئة العمل الصحفي ومحاولة تشخيص مستقبل الصحافة الورقية في دولة الکويت، استهدفت الدراسة الراهنة رصد استخدامات النخبة الجامعية الکويتية للصحافة الإلکترونية وتفضيلاتهم ومدى الإشباع الذي يحققه هذا الاستخدام، من خلال التعرف علي الآليات والمحددات التي تحدد دوافع استخدامهم للصحافة الإلکترونية والصحافة الورقية، إضافة إلى رصد رؤيتهم حول مدى فقدان الصحف الورقية لأسلحتها في مواجهة ذلک الوافد الإلکتروني الجديد الذي يعتمد على أحدث ما وصلت إليه التکنولوجيا من تقدم حتى الآن، وقد اعتمد الباحث علي أداة الاستبيان استناداً إلي منهج المسح الإعلامي والتطبيق النخبة الأکاديمية الکويتية "أساتذة جامعة الکويت نموذجاً"، وقد أسفرت النتائج عن مجموعة من المؤشرات الخاصة بعلاقة النخبة الأکاديمية الکويتية بالصحافة الإلکترونية وتأثيرها على علاقتهم بالصحافة الورقية في دولة الکويت، نوضح أبرزها فيما يلي:
أظهرت النتائج أن ما يتجاوز ثلث العينة يستخدمون شبکة الإنترنت منذ مدة طويلة تتراوح بين 10 و15 سنة، تلاهم الذين يستخدمون الإنترنت منذ مدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات، ثم الذين يستخدمون الإنترنت منذ أکثر من خمس عشرة سنة، وأخيراً الذين يستخدمون الإنترنت منذ أقل من خمس سنوات، وتعکس هذه النتائج اهتمام النخبة الأکاديمية بمواکبة وسائل الاتصال الحديثة المتمثلة في شبکة الإنترنت، وقد يرجع ذلک إلى استخدامها في مجال تخصصاتهم کمصدر للمعلومات والدراسات العلمية إضافة إلى متابعة الأخبار والقضايا المختلفة. أظهرت النتائج أن أبرز أسباب استخدام عينة المبحوثين من النخبة الأکاديمية للإنترنت تمثلت على التوالي في: الاستفادة من الشبکة الدولية للمعلومات في الحياة العلمية، مواکبة التطور التکنولوجي، الانتماء إلى جيل متمرس على التکنولوجيا الحديثة، وإجادة التحکم في الإنترنت وامتلاک أجهزة حاسب آلي بالشکل الذي يسهل عملية الوصول إلى الإنترنت، إضافة إلى أسباب أخرى مثل قدرة الإنترنت على توفير مزيد من المعلومات المتجددة والفورية في نقل الأحداث وسهولة الوصول وتوفير الوقت الذي قد يستهلکه في الذهاب لشراء الصحيفة الورقية، وأخيراً لأنها مجال عمل بعض أساتذة الجامعة الذين يتخصصون في علوم الحاسب وشبکة الإنترنت تحديدًا. أوضحت النتائج تعدد أوجه استخدامات النخبة الأکاديمية الکويتية لشبکة الإنترنت، وجاء في مقدمتها استخدام البريد الإلکتروني تلته استخدامات أخرى مثل: أغراض البحث العلمي، التصفح للوصول إلى موضوعات تهم المبحوثين، قراءة الصحف الإلکترونية، الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوک وتويتر، بينما جاءت في مرتبة متأخرة استخدامات لأغراض أخـرى من أبرزها دفع فواتير وحجز تذاکر طيران وشراء السلع والخدمات والتواصل مع الطلاب. فيما يتعلق بأسباب قراءة النخبة الأکاديمية الکويتية للصحف الإلکترونية على شبکة الإنترنت، أظهرت النتائج أن سبب کون هذه الصحف بديلاً عن الصحف الورقية التي يصعب الحصول عليها أحيانًا جاء في مقدمة أسباب القراءة، تلته أسباب أخرى على التوالي تمثلت في: أنها لا تکلفهم الکثير من الجهد والمال، حيث يسهل الوصول إليها في أي وقت وبأقل جهد وتکلفة أقل من تکلفة شراء الصحف الورقية، الفورية المتاحة للصحف الإلکترونية، نظراً لأنها تصدر قبل الصحف الورقية، القدرة على البحث في محتواها بسرعة وسهولة، ولتوفرها من أي مکان في العالم، ولأنها تسهم في الحفاظ على البيئة، ولأنها تمدهم بوجهات نظر متعددة وصحف إلکترونية کثيرة من خلال شاشة واحدة، وأخيراً لأن الصحف الإلکترونية تفيد هؤلاء النخبة في مجال عملهم، إضافة إلى أنها تميل إلى التفصيل والتحليل.