قراءة الجمهور للصورة في الصحف المطبوعة والعوامل المؤثرة فيها:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الإعلام المشارک في کلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- الرياض.

المستخلص

انتهت نظرية الاستراتيجية في تفسيرها لمفهوم الإدراک البصري للصورة الصحفية لدى القراء کما عبر عنها روس وجروس إلى تطوير ثلاثة محاور تناولت کيفية تفاعل القراء مع الصور التي يتم عرضها في الصحف هي: المعنى الوجودي المادي: أي تقييم الأشياء باعتبارها حقائق محددة بدقة، والمعنى الذي يشوبه الغموض: أي تقييم الأشياء کحقائق يحتمل وجودها وهو ما يمکن أن يطلق عليه الدلالة الرمزية، والمعنى المترابط: أي  تقييم الأشياء کرموز، وامتداداً لهذا التفسير تمکنت هذه الدراسة من تفسير ما نسبتها (53%) من تفاعل القراء مع الصورة الصحفية من خلال (19) مؤشراً تصنفت في خمسة محاور قاست مستوى التفاعل وفقاً لدرجة الجهد المبذول من القراء في تعاطيهم مع الصورة الصحفية، وتشير النتيجة ذاتها إلى أن قراء الصحف السعودية عينة الدراسة يتفاعلون مع الصور الصحفية بمحاورها الخمسة بصورة عالية بلغ متوسطها العام (3.22/4.00) وهذه الأبعاد کما أظهرها اختبار التحليل العاملي مرتبة تنازلياً هي: جذب الانتباه والفهم والتذکر، والنظرة العامة لشخصيات الصورة، والربط بين الصورة والنص الصحفي، وتحقيق التوظيف المهني للصورة، وتحليل عناصر الصورة الصحفية، وهذا يعني أن الصورة الصحفية تشکل أهمية لدى القراء وذات رسالة اتصالية مؤثرة، وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة بهنسي(43) التي أشارت إلى اتفاق المبحوثين حول أهمية الصورة الصحفية ووظيفتها سواء تلک الصور التي تشترک مع النصوص التحريرية أو تلک التي تستقل بتقديم دور إخباري متميز وقدرة محتواها على تحقيق الوظيفة الإخبارية وزيادة المصداقية وتقديم معاني إضافية للنصوص وتثبيت المعلومات في ذاکرة القراء وتنمية قدرتهم على التنبؤ، وأکدت هذه الأهمية دراسة (يوک کوقن 2008)(44) التي أشارت إلى استجابة الصجف لهذه الأهمية من خلال رصدها لاتجاه ملحوظا لدى الصحف المطبوعة نحو التوسع في استخدام الصور الإيضاحية، مع زيادة المساحة المخصصة لتلک الصور، وهو ما اظهر زيادة لم تکن متوقعة في معدل تکرار الصور الإيضاحية، ووضع تعليقات لتلک الصور مع استخدام الأسلوب الواقعي لعرض هذه الصور.
وعن الأسباب التي تدفع قراء الصحف السعودية عينة الدراسة للاهتمام بالصورة فقد تمکنت الدراسة من تفسير ما نسبته (53%) من الأسباب من خلال (7) مؤشرات تصنفت في محورين، وقاست الدراسة في ضوء هذين المحورين المفسرين للدافعية درجة تحقق هذه الدوافع لدى أفردا العينة، فأظهرت النتائج أن مستوى دافعية أفراد العينة نحو قراءة الصورة والاهتمام بها عال جداً بلغ متوسطه العام (3.36/4.00) وهذا يعني أن اعتماد الصحف على الصور باعتبارها رسالة اتصالية مستقلة أو مصاحبة للنص الصحفي مصدراً مهماً في دفع الجمهور لقراءة الصحيفة وتفضيلها.
أما الصور الأکثر تفضيلاً من قبل القراء فقد أشارت نتائج الدراسة إلى أنهم يفضلون صور الموضوعات والأحداث بالدرجة الأولى بمتوسط مقداره (3.61) بينما يفضلون بالدرجة الثانية صور الکاريکاتير بمتوسط مقداره (3.38) واحتلت الصور الجمالية والتشکيلة المرتبة الثالثة لدى أفراد العينة بمتوسط مقداره (3.07) وفي المرتبة الرابعة فضل القراء صور الشخصيات بمتوسط مقداره (3.06) وأشار القراء إلى أنهم يفضلون بالمرتبة الخامسة والأخيرة الرسوم البيانية والجداول والأرقام بمتوسط مقداره (2.63)، وفي اتجاه التأکيد على مکانة الصور الموضوعية فقد أکدت دراسة علاونة (45) أن الصحف الأردنية ترکز على الصور الموضوعية مقابل الصور الشخصية بنسبة مقداره 58,4%، بينما اختلفت عنها دراسة الحربي(46) التي أوضحت أن الصحف السعودية تولي الشخصيات الرئيسة في الأحداث اهتماما ملحوظاً حيث بلغت نسبة الصور الإخبارية التي تناولت الشخصيات 53% من إجمالي الصور الإخبارية مقابل 42% من الصور التي تناولت أحداثاً دون شخصيات، ولا يعني اهتمام الصحف بصور شخصيات الأحداث مؤشراً دالاً على تفضيل القراء لهذا النوع من الصور لأنه ربما أشار إلى عامل آخر يفسر هذا الاهتمام.

الكلمات الرئيسية