انطلاقا من نتائج الدراسات السابقة، والتي خلصت إلى أن الممارسة المهنية الصحفية لا تزال تابعة لتأثير عدة عوامل مهنية وغير مهنية ومن بينها التقنيات والتطورات التکنولوجية الحديثة، وأن تلک التطورات تنعکس بشکل أو بآخر على الممارسة المهنية، وقد أوضحت تلک الدراسات أن التدخل بالمعالجات الرقمية للصور من خلال التقنيات الحديثة للتصوير باستخدام الکمبيوتر والکاميرات الرقمية الحديثة أدى لزيادة إمکانيات المصورين حيث يستطيعون تغيير خصائص الصورة ومحتواها لتحقيق الأهداف المنشودة، مما أدى لتزايد النقاش حول تأثير تکنولوجيا التصوير الرقمي وانعکاساتها المتنوعة على مستقبل مصداقية الصورة الصحفية وممارسات العمل لدى المصورين، بعد أن ظلت المصداقية هي الميزة الأساسية التي تتمتع بها الصورة، وعلى مستوى الممارسة يمکن أن يظهر التوسع في استخدام التقنيات الحديثة للتصوير لإحداث التأثيرات المختلفة وهو ما عرف لدى المصورين باسم المدخل أو الاتجاه التفسيري Interpretative Approach، حيث بدأت محاولات المصورين للحصول على صور أفضل دون التقيد بالحدود الثابتة أو المتعارف عليها للصور، لذا انعکست کل هذه التطورات على شکل ومحتوى الصورة وطرق الحصول عليها وکذا الممارسات الصحفية لدى المصورين وتطور مهاراتهم، وتطور کافة العمليات التي يقومون بها بدءًا من التقاط الصورة ثم معالجتها ثم إخراجها على الورق ليراها القراء. ولذا ترکز الدراسة الحالية على دراسة التطورات التي ظهرت بمجال التصوير والتقنيات الرقمية الحديثة في هذا المجال وعلاقتها بتطوير الممارسة المهنية لدى عينة من المصورين الصحفيين بالصحف المصرية(القومية والحزبية والمستقلة)، وانعکاساتها على أداء المهام الوظيفية التي يکلفون بها وتأثيراتها على ممارساتهم اليومية وعلاقاتهم مع الآخرين سواء العاملين داخل المؤسسة أو من يتعاملون معهم من خارج المؤسسة الصحفية، وکيف يوظفون تلک التقنيات للارتقاء بعملهم؟ واستنادا إلى ندرة الدراسات التي تناولت تلک المتغيرات. نتائج الدراسة: 1- تشير النتائج المرتبطة بالدورات التدريبية للمصورين بالصحف المصرية إلي أن نسبة71.7% من أفراد العينة قد حصلوا على دورات تدريبية في مجال عملهم، کما أشار84.9% أن حصولهم على دورات تدريبية قد أسهم في تطوير ممارستهم المهنية بدرجة مرتفعة، کما أوضح 74.4% من المبحوثين أن أهم مجالات الدورات التدريبية التي حصلوا عليها هي السلامة المهنية للمصورين في أماکن الخطر، ومن أهم المؤسسات والجهات المشرفة على تنظيمها کانت نقابة الصحفيين فأشار لذلک 82.6% من المبحوثين، بينما أوضح 82.6% من المصورين أن حصولهم على الدورات حقق لهم فوائد عديدة أهمها أنها أکسبتهم خبرات عملية من مصورين وإعلاميين محترفين في نفس مجال عملهم. 2- وتشير النتائج إلي أن نسبة 76.7% من المبحوثين يستخدمون تکنولوجيا التصوير الرقمي دائما، في حين أوضح43.3% أنهم يستخدمونها منذ 10 سنوات فأکثر، وکانت کاميرات التصوير الرقمية وملحقاتها کالعدسات متعددة الأبعاد من أکثر أنواع تکنولوجيا التصوير التي يستخدمها المبحوثين فأشار لذلک 91.7% من المبحوثين، وکان من أهم أوجه الاستفادة من تکنولوجيا التصوير الرقمي في مهنة التصوير وتطوير مهارات المصورين المختلفة کانت الاستفادة منها في مهارات معالجة الصور بمتوسط 2.83، کما أوضح90% من المبحوثين أن توظيفهم لتکنولوجيا التصوير الرقمي في مجال عملهم بمثابة مکسب لمهنتهم وتجعلهم محترفين وتؤثر بشکل إيجابي على ممارستهم للمهنة وأداء المهام من خلال إنجاز الأعمال المطلوبة بسهولة ويسر وبسرعة فائقة، وکذا تقليل مراحل إنتاج الصورة واختصار الوقت وتعزيز حجم التغطية المصورة للأحداث،کما أن التکنولوجيازادت حرفيتهم في التقاط اللقطات المميزة والأعلى جودة للموضوعات والأحداث والأشخاص، ورغم کل تلک الايجابيات إلا أن هناک تأثيرات سلبية أهمها أن تکنولوجيا التصوير الرقمي أدتلزيادة أعباء العمل وعدم توافر الوقت الکافي لأدائها وتزايد التغيير والتزييف والتلاعب في محتوى الصور. 3- فيما يتعلق بالنتائج المرتبطة بالمعوقات التي تحول دون استخدام تکنولوجيا التصوير الرقمي لدى المصورين في عملهم فکان أهمهاالمعوقات الاجتماعية والمتعلقة بالميدان والمتمثلة في اعتداء الجمهور أو المسلحين على المصورين بمواقع الأحداث وعدم الثقة بالمصورين والاعتقاد بأنهم يعملون لصالح جهات، تلاها المعوقات الاقتصادية وکان أبرزها أن الصحف تعاني من ضعف مصادر التمويل، ثم المعوقات البشرية مع [الجهات القائمة] وکان من أهمها عدم ثقة الجمهور في المصورين فيما يتعلق بنقل الحقائق ، وغيرها من المعوقات الأخرى. 4- أوضحت النتائج أن نسبة 40% من المبحوثين راضِين جدا کمصورين عن مهنتهم وممارستهم لها في ضوء استخدام تکنولوجيا التصوير الرقمي، کما أنها تؤثر علي مستقبل الممارسة المهنية لهم کمصورين وتساعدهم علي فتح آفاق وفرص عمل أکبر، بينما أشار 70% من أفراد العينة أن استخدامهم لها يساعدهم في التغلب على مشکلات صعوبة إرسال واستقبال الصورة, وکذا مشکلة الفلاش في التصوير وسهولة التقاط الصور في الأماکن المظلمة. 5- کما أشارت نتائج الدراسة الميدانية أن هناک العديد من المقترحات التي قدمها المصورون لتحسين أوضاعهم وتطوير الممارسة المهنية والاستفادة من تکنولوجيا التصوير الرقمي ومنها المقترحات التدريبية وأهمها عقد مزيد من الدورات التدريبية والاطلاع على کل جديد في مجال التصوير الرقمي، ثم جاء مقترح التقدير المادي والمعنوي من الرؤساء لمستخدمي تلک التکنولوجيا کأبرز المقترحات الاقتصادية کما يراها المصورون عينة الدراسة، وجاء مقترح اختيار زوايا آمنة للتصوير وعدم المخاطرة بحياته وآلات التصوير کأهم المقترحات التعليمية ، ثم المقترحات الإدارية وکان أهمها عمل مراکز تدريبية متنوعة تقوم على استخدام تکنولوجيا التصوير الحديثة، ومتابعة الإدارة لمشکلات مصوريها والسعي لإيجاد حلول لها. 6- وبالنسبة لنتائج الفروض جاءت أبرز النتائج أنه توجد علاقة طردية بين معدلات استخدام تکنولوجيا التصوير الرقمي وتطوير الممارسة المهنية لدى المصورين, حيث کانت (ر>0.6) وهي دالة عند مستوى 0.01، کما وجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين تکنولوجيا التصوير الرقمي التي يستخدمها المصورون وتطوير مهاراتهم, حيث کانت (ر)=0.657 دالة عند مستوى 0.01
عبد الفتاح, أحمد عادل. (2016). تکنولوجيا التصوير الرقمي وعلاقتها بتطوير الممارسة المهنية:. المجلة المصرية لبحوث الأعلام, 2016(57), 619-731. doi: 10.21608/ejsc.2016.89088
MLA
أحمد عادل عبد الفتاح. "تکنولوجيا التصوير الرقمي وعلاقتها بتطوير الممارسة المهنية:", المجلة المصرية لبحوث الأعلام, 2016, 57, 2016, 619-731. doi: 10.21608/ejsc.2016.89088
HARVARD
عبد الفتاح, أحمد عادل. (2016). 'تکنولوجيا التصوير الرقمي وعلاقتها بتطوير الممارسة المهنية:', المجلة المصرية لبحوث الأعلام, 2016(57), pp. 619-731. doi: 10.21608/ejsc.2016.89088
VANCOUVER
عبد الفتاح, أحمد عادل. تکنولوجيا التصوير الرقمي وعلاقتها بتطوير الممارسة المهنية:. المجلة المصرية لبحوث الأعلام, 2016; 2016(57): 619-731. doi: 10.21608/ejsc.2016.89088