أطر التغطية الاخبارية للأحداث الإرهابية الدولية و العربية في الصحف العربية الدولية:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الصحافة بکلية الإعلام – جامعة القاهرة

المستخلص

 
 
انطلاقا مما سبق يمکن تحديد مشکلة الدراسة في رصد و تحليل الأطر الإخبارية للتغطية الصحفية لکل من أحداث هجمات باريس الارهابية  التي وقعت في فرنسا بتاريخ 13/ 11/2015، و أحداث الضاحية الجنوبية الارهابية (برج البراجنة) التي وقعت في لبنان بتاريخ 12/11/2015، وذلک في کل من صحيفتي الشرق الأوسط والحياة المصنفتين صحفا عربية دولية، وتتبع تلک التغطية حتى نهاية شهر مارس 2016، وذلک بهدف المقارنة بين شکل ومضمون هذه التغطية کماً وکيفاً في الصحيفتين، والتعرف على أهم أوجه الاتفاق والتباين بين تغطية الأحداث الإرهابية الدولية والأحداث الارهابية العربية في تلک المنظومة من الصحف العربية .
وتوصلت نتائج الدراسة الى:
1-      اتسمت التغطية الإخبارية للأحداث- محل الدراسة – رغم أهميتها بالمحدودية على المستوى الکمي، فعلى مدار فترة الدراسة التي تم إجراء مسح شامل لها،  والتي امتدت من 13-14 نوفمبر2015 وحتى نهاية شهر مارس 2016، (أربعة أشهر و نصف)، لم تظهر سوى 25 مادة صحفية إخبارية لتغطية أحداث باريس الارهابية، و33 مادة إخبارية لتغطية أحداث برج البراجنة الارهابية في کلتا الصحيفتين رغم دوريتهما اليومية.
إلا أنه على الجانب على الآخر تميزت التغطية على المستوى الکيفي وظهر ذلک من خلال الاهتمام بالتقارير الإخبارية والأخبار المرکبة والقصص الإخبارية  التي أبرزت کافة تقاصيل وتداعيات الأحداث وردود الفعل سواء الدولية أو الإقليمية أو المحلية على الأحداث، والنتائج والتأثيرات التي أسفرت عنها، وهو ما يتعارض مع العديد من نتائج الدراسات السابقة التي أشارت إلى سطحية التغطية الصحفية في الصحف العربية لقضايا الارهاب.
2-      أظهرت النتائج أنه ليس شرطاً أن ترتبط  کثافة وتعدد استخدام وسائل الإبراز بکثافة التغطية الصحفية لموضوع ما، مما قد يعطي مؤشرا الى انتفاء العلاقة بين کم الاهتمام بالحدث من ناحية وطريقة عرضه أو ابرازه من ناحية أخرى،  وهو ما برهن عليه الوضع في تغطية الشرق الأوسط لأحداث باريس التي تفوقت على مستوى تغطية المضمون، ولکنها أخفقت من ناحية استخدام وسائل الابراز مقارنة بصحيفة الحياة.
3-      برز المصدر (المراسلون) في المرتبة الأولى في تغطية الحدثين في صحيفتي الدراسة، وهو الأمر الايجابي الذي يحد من الاشکالية التي طرحتها العديد من أدبيات الاتصال سابقا، والخاصة  بمسألة الاعتماد على وکالات الأنباء العالمية بشکل أساسي، مما يؤدي الى نوع من التبعية الإعلامية وعدم التوازن في تدفق الأنباء، وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت له دراسة  (الرشيدي 2008) والتي أکدت على حرص الصحافة السعودية على معالجة ظاهرة الانحراف الفکري من خلال کوادرها الخاصة، وأيضا ما توصلت له دراسة (الحقباني 2006) من أن المراسلين المحليين احتلوا المرکز الأول  في الحصول على المادة الصحفية المتعلقة بالأحداث الارهابية، إلا أنه بالرغم من وجود تلک الشبکة من المراسلين في کلا الصحيفتين موضع الدراسة الحالية، فقد اتضح من خلال تحليل المصادر الداخلية في المادة الصحفية  اعتماد هؤلاء المراسلين وبنسبة لا يستهان بها على المصادر الأجنبية المتمثلة في الشبکات الاذاعية والتليفزيونية والصحف الأجنبية، مما يشير إلى حالة من اجترار أو اعادة تدوير المعلومات الواردة في تلک المصادر الأجنبية، کما أنه يعيد إفراز اشکالية الاعتماد على وکالات الأنباء العالمية، ولکن بشکل جديد وهو الاعتماد على المعلومات الواردة في وسائل الاعلام الأجنبية ومواقع الانترنت،  کما يعکس حالة من الاستسهال لدى البعض في اعداد التقارير دون اللجوء الى المصادر الحية والاکتفاء بالمصادر الجاهزة – اذا جاز للباحثة هذا التوصيف- کما ظهر اعتماد صحيفة الحياة على وکالات الأنباء کمصدر جاء في المرتبة الثانية بعد المراسلين في تغطية أحداث برج البراجنة رغم ان الحدث وقع في دولة عربية.

الكلمات الرئيسية