تأثير محددات الرؤية علي مسار العين في الصحف الإلکترونية العربية:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الإعلام المساعد بکلية الإعلام وتکنولوجيا الاتصال - جامعة جنوب الوادي

المستخلص

تبين من طرح الدراسات السابقة أنها ترکن إلى قياس رؤية العين من خلال أجهزة رصد حرکة العين التي لها أوجه قصور يصعب الاحتکام إليها في توجيه حرکة العين، وعلي هذا الأساس يوجد اتجاهان آخران بديلان لدراسة مسار رؤية العين، يفترض أحدهما وجود مناطق للأهمية تتجه إليها العين مباشرة وفقًا لأرکان الصفحة، ويفترض الآخر وجود مجموعة من المحددات تجذب بصر المشاهد تتصل بالکائن المرئي ذاته، وهي اللون والحجم والشکل.
لذا فإن مشکلة الدراسة تدرس العلاقة بين الموقع کموطن للأهمية، والأشکال التي تقدمها الصحف الإلکترونية وتجذب الانتباه "الصور والعناوين والألوان" وذلک من خلال اختبار فروض نظرية السمات، وعلي هذا الأساس تتحدد المشکلة البحثية في "تأثير محددات الرؤية علي مسار حرکة العين في الصحف الإلکترونية العربية: دراسة شبه تجريبية".
ووفقًا لنتائج الدراسة يمکن إعادة النظر في مسارات الرؤية الکلاسيکية التي تعطي الأولوية للموقع الممثلة في نموذج F ونموذج Z، ويمکن کذلک إعادة النظر في بعض محددات الرؤية التي تعطي الأولوية للکائن المدرک في جذب الانتباه، فنتائج الدراسة المتصلة برصد العلاقة بين الموقع (مناطق الأهمية) ومحددات الرؤية (جذب الانتباه للکائن)، اتفق بعضها مع معطيات مسار الرؤية الکلاسيکية الخاص بمناطق الأهمية، واتفق بعضها مع بعض معطيات محددات الرؤية الخاصة بجذب الانتباه.
تکمن نقاط ضعف مسارات الرؤية الکلاسيکية في أفتراضها لأهمية قسرية لمواقع معينة علي الصفحة بغض النظر عن تواجد عناصر جذب الکائن (المتمثلة في الحجم والشکل الکائن) في هذه المواقع من عدمه، فهي تفترض افتراضًا مجازيًا بأن أعين المستخدم تبدأ وفقًا لهذه المناطق، وهذا يجعل عملية إدراک الکائن (الصور والعناوين والألوان) عملية ثابتة من شخص إلي آخر وفقًا للمواقع، وهذا يتنافي مع الاختلافات الفردية للأفراد من زاوية، ويقلل من أهمية محددات الرؤية من زاوية أخري.
وعلي الطرف الآخر، فإن محددات الرؤية تشدد علي أن مکونات الکائن هي العنصر الرئيسي في جذب الانتباه فبدون هذه المحددات لا يمکن إدراک أي شيء علي الصفحة، فهي تزيح عناصر الأهمية لتحل محلها محددات الرؤية.
توصلت الدراسة إلي وجود ارتباط بين محددات الرؤية ومناطق الأهمية لصالح محددات الرؤية المتمثلة في اللون والحجم، فاللون الأحمر کمحدد من محددات الرؤية يحظي باهتمام أياً ما کان موقعه، وکذلک حجم الصور والعناوين الکبيران يحظيان باهتمام أياً ما کان موقعهما، إلا أن هذه المحددات تحظي باهتمامٍ عال عندما يتصادف تواجدها في مناطق الأهمية الرئيسية.وعلي الطرف الآخر، خلصت الدراسة إلي أن شکل الصور کمحدد للرؤية ليس انتقاليًا، فالصور المستطيلة أو الدائرية أو المربعة لا تشکل مسارًا للرؤية يمکن أن ينقل بصر المستخدم من شکل إلي آخر.
خلصت الدراسة إلي أن فروض نظرية تکامل السمات الخاصة بمحددات الرؤية تحظي بثبات علمي أکثر من نظرية محددات الرؤية الکلاسيکية لتوافقها مع مرشحات الإدراک وتکاملية العناصر المرئية الخاصة بالشکل واللون والحجم. وبالطبع الموقع ليس من ضمن محددات الرؤية، لأن الموقع يوضع فيه العناصر المرئية؛ فهو بمثابة وعاء يتشکل بتشکل ما يوضع به.
 

الكلمات الرئيسية