تغطية مواقع القنوات الفضائية الإخبارية الموجهة باللغة العربية للإنتخابات الرئاسية الأمريکية 2016م:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الإذاعة والتليفزيون، بکلية الإعلام – جامعة بني سويف .

المستخلص

في ضوء معطيات نظرية الأطر الخبرية التي ترکز علي الدور الذي يقوم به الإعلام في عملية تأطير الإنتخابات الرئاسية الأمريکية 2016م في القنوات الفضائية الموجهة باللغة العربية. حيث  تعتبر وسائل الإعلام تعتبر أداة حيوية لتحقيق الأهداف والمصالح المختلفة، حيث يتم استخدامها وفق الظروف والمتغيرات السياسية التي يمر بها العالم. وتعتبر وسائل الإعلام الموجهة – خصوصاً - تجسيداً لتوظيف الإعلام لخدمة أهداف ومصالح معينة، حيث أنها تستهدف في وقت السلم الدعاية للدولة الباثة وترويج أفکارها، وعرض قضاياها من وجهة نظرها، إلى جانب تشويه القضايا والأفکار والمبادئ التي لا تتماشى مع سياستها وأيديولوجيتها، کما تستهدف وقت الحرب تحطيم معنويات العدو، والعمل على إحداث الفرقة في الجبهة الداخلية والقوات العسکرية، وشرح قضاياها للدول المحايدة وإقناعها بها.

وفي ضوء اتساع انتشار القنوات الإخبارية التليفزيونية الفضائية خاصة القنوات الفضـائية الدولية (الأجنبية) الناطقة بالعربية علي مستوي العالم العربي والتي أدت إلي نشوء جدل سـياسـي، وثقـافي حـول طبيعة الدور الذي تقوم به تلک القنوات، ومن أبرز معالم هذا الجدل حول هذه الظاهرة القول بأن التغطـية الإخبارية للأحداث والقضايا من قبل هذه القنوات في إطار ما يسـمي بمفهـوم الإعـلام الدولي أو الإعلام الموجه، تعکس صورة لأنظمة اجتماعية وأيديولوجيات معينـة تتأثـر بها تلک القنوات في أساليب عملها، وطرق تقديمها للأخبار واختيار موضوعاتها وأشکـالها، وقيمهـا التي تحکـم بثها بما يؤثر في اتجاهات الجمهور العربي وتحديد مواقفه وترتيب أولوياته إزاء مختلف القضايا التي تدور حوله، في ضوء ما تقدمه من أخبار وأراء وتحليلات وتغطـيات مباشـرة. والقنوات الفضائية الموجهة عن قصد بلغات معينة لشعوب بذاتها سـلاحا من أسلحة الحرب النفسية، ووسيلة مهمة للدعاية التي أصبحت توجه إلى دوائر أوسع من سکان العالم، وأصبحت تصل حالياً لکل فرد تقريبا وفى جميع أوقات اليوم.

وفي ضوء الاهتمام الواسع بحدث الإنتخابات الرئاسية الأمريکية 2016م، وعملية انتخاب رئيس جديد غير باراک أوباما الذي انتهت فترة رئاسته الثانية وضرورة وجود وجه رئاسي جديد وفي ضوء الأحداث السياسية الدائرة في المجتمع العربي وعدم استقراره من الناحية السياسية والأمنية والإقتصادية، الأمر الذي يجعل من انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريکية حدث مهماً باعتباره مؤثر مباشر أو غير مباشر علي المنطقة العربية؛ لذا فالتغطية الإخبارية لتلک الإنتخابات هو ما تحاول الدراسة الحالية رصده في القنوات الإخبارية الموجهة باللغة العربية.    


     خلصت الدراسة إلي عدد من النتائج يمکن تلخيصها في التالي:


-   اعتمدت مواقع القنوات الفضائية الإخبارية الموجهة باللغة العربية الثلاثة عينة الدراسة (البي بي سي عربي، روسيا اليوم، الحرة الأمريکية) بشکل کبير على التقارير الإخبارية في عرض أخبارها مما يعطي لها الفرصة لعرض التفاصيل والخلفيات المتعمقة عن الإنتخابات الرئاسية الأمريکية 2016م، وهى في ذلک تتشابه مع وسائل الإعلام في الدول النامية التي أثبتت الدراسات الإعلامية أنها تقدم – وفقا للقيم الإخبارية في الدول النامية وطبيعة جماهيرها- أخباراً مطولة حيث يعنى طول الخبر إمداد المشاهد بمعلومات أکبر عن الخبر.
-   استفادت مواقع القنوات الفضائية الإخبارية الموجهة باللغة العربية الثلاثة عينة الدراسة من التفاعلية التي تتيحها وسائل الإعلام الجديدة، حيث تهتم تلک المواقع بنشر أخبارها علي مواقع التواصل الاجتماعي وترصد معدلات مشارکة وتفاعل المستخدمين تجاه المادة الإخبارية التي تقدمها، وبالتطبيق علي حالة الإنتخابات الرئاسية فقد ارتفعت نسب التعليق السلبي علي أخبارها، ذلک يرجع إلي أن تلک المواقع الإخبارية مقدمة خصيصاً إلي المشاهد العربي وباتجاه سلبي يجد المستخدم العربي نفسه أمام أخبار الحدث الذي يسيطر علي مادة تلک المواقع ونتيجة اتجاه الجمهور العربي السلبي نحو الولايات المتحدة الأمريکية وأخبارها ورئيسها نتيجة تداخلاتها في المنطقة العربية ومستقبل شعوبها فأمر بديهي أن يأتي التعليق السلبي في مقدمة أشکال المشارکة علي أخبار وأحداث وسباق الرئاسة الأمريکية.
-       حرصت المادة الخبرية بمواقع القنوات الثلاثة محل الدراسة أثناء تغطيتها الإنتخابات الأمريکية علي إعطاء تفسيرات أکثر للخبر من خلال المقابلات المباشرة أو المسجلة مع المحللين والخبراء أو بالاتصال المباشر بالخبراء والمحللين و بالمراسلين. کما اعتمدت مواقع القنوات الثلاثة محل الدراسة عل تصريحات المسئولين کشل اخباري کأن يذکر خطاب لرئيس أو خطاب لوزير أو مسئول قضائي وغيرها وتعکس هذه النتيجة أيضاً تنوع القوالب والأشکال الإخبارية لمواقع القنوات الثلاثة  واحترافيتها والجهد الذي تبذله في خدمة الخبر بما تمتلکه من مقدرات تکنولوجية واقتصادية وإمکانات بشرية وفنية بهدف إقناع المشاهد العربي وجذب انتباهه.
-   تمثلت أهم الملفات المجتمعية التي تناولتها أخبار الإنتخابات الرئاسية الأمريکية 2016م بمواقع القنوات الفضائية الإخبارية الموجهة باللغة العربية محل الدراسة، فى الترتيب الأول الملف السياسي بنسبة 66.2%، وجاء فى الترتيب الثانى الملف الاقتصادي بنسبة 27.3%، وجاء فى الترتيب الثالث الملف الأمني بنسبة 19.8%، وجاء فى الترتيب الرابع الملف الديني بنسبة 18.8%، ولقد أظهرت النتائج غلبة الموضوعات والملفات السياسية علي خطاب مرشحي الإنتخابات الرئاسية سواء کانت السياسة الداخلية الأمريکية أم موضوعات السياسة الخارجية حول علاقة الولايات المتحدة بدول العالم، تلاها الموضوعات الإقتصادية والتخوفات المستقبلية من الإقتصاد الأمريکي واحتمالية تدنيه في حالة فوز أحد مرشحي الرئاسة.

الكلمات الرئيسية