معالجة المواقع الإخبارية العربية والدولية لتوجهات الإدارة الأمريکية إزاء الأزمة السورية بعد تولي ترامب الحکم:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الإعلام التربوي بکلية التربية النوعية – جامعة الزقازيق .

المستخلص

 
تم تحديد موضوع البحث، وهو: معالجة المواقع  الإخبارية العربية والدولية لتوجهات الإدارة الأمريکية إزاء الأزمة السورية بعد تولي ترامب الحکم ، حيث تناولت الدراسة الحالية  موقع العربية نت والذي يعد من اکثر المواقع الاخبارية العربية متابعة و مصداقية وخاصة في اوقات الازمات ، وموقع الحرة الامريکية والتي لاحظ الباحث ندرة الدراسات السابقة لهذا الموقع بالرغم من  اهميته، کما ان اختلاف الأيدولوجيات الفکرية والثقافية بين موقعي العربية نت والحرة الامريکية يثري البحث ويدعمه و يتناول الباحث فترة هامة جدا من تاريخ الولايات المتحدة " وهي فترة تولي ترامب الحکم " والذي وصفه البعص بأنه زلزال سياسي "  لما يمثله نجاحه من سيطرة لتيار سياسي تختلف رؤاه وافکاره عن اسلافه ،مما يشير لضرورة دراسة هذه الفترة الهامة والتي ستلقي  بظلالها علي ملفات الصراع في منطقة الشرق الاوسط ولاسيما الازمة السورية  والتي تتطور احداثها وتداعياتها بصورة مستمرة .
وکشفت الدراسة :
-        اوضحت نتائج الدراسة أن معالجة المواقع الإخبارية لتوجهات الإدارة الأمريکية ازاء الأزمة السورية بعد تولي ترامب الحکم، اتفقت بشکل عام على تجريم نظام الأسد وارتکابه المجازر الإنسانية التي ترقي أن تکون جرائم حرب، إلا أنه کان هناک بعض الاختلافات في الأسباب والتأثيرات والحلول المقدمة في کل من موقعي العربية نت والحرة لتوجهات الإدارة الأمريکية ازاء الأزمة السورية.
-         قدم موقع العربية نت أن أسباب الأزمة السورية متمثلة في بقاء نظام الأسد، وما ترتب عليه من مجازر انسانية   وخاصة بعد اتهام ترامب له باستخدام الاسلحة الکيمياوية في صباح الثلاثاء الرابع من نيسان/ أبريل 2017، کما جاءت اطروحة المساندة الروسية لنظام الاسد من الأسباب الرئيسية التي جعلت سوريا تصل الي هذا الوضع المأساوي، ثم وجود عناصر ارهابية وميلشيات اجنبية متعددة لمساندة النظام.
-         اتفق موقع الحرة مع موقع العربية نت في أن بقاء نظام الاسد من الاسباب الاساسية في الازمة السورية، وکذلک وجود ودعم التنظيمات الارهابية "داعش" بالمال والمقاتلين من مختلف دول العالم، ولکن اضاف موقع الحرة اسباب اخري تتمثل في ضعف إدارة أوباما وصمت المجتمع الدولي، وخطورة الدور الايراني في تصاعد الازمة السورية.
-        کشفت نتائج الدراسة تشابه بين موقع العربية نت والحرة في رصد وتقديم النتائج والاثار المترتبة علي الازمة السورية ، حيث رکز کلا من موقعي الدراسة علي العقوبات الأمريکية التي فرضتها واشنطن علي 271 موظفا سوريا بسبب هجوم خان شيخون،  وإطار الخسائر البشرية و التهجير القسري في سوريا  للمدنيين وعدم وصول المساعدات الإنسانية ، کما أکد موقع العربية ان تحول موقف إدارة الرئيس الأميرکي ترامب تجاه سوريا ، دفع الکونجرس  للتسريع في تمرير قوانين عدة تهدف إلى فرض عقوبات على داعمي نظام الاسد خاصة روسيا وإيران، بهدف دفع النظام وحلفائه على خوض مفاوضات جادة لإنهاء الأزمة السورية، ودعم للعقوبات التي فرضتها أمريکا علي بشار ومن  الجدير بالذکر الإشارة إلي اهتمام موقع الحرة بإطار الخسائر البشرية کأحد النتائج والتأثيرات المترتبة علي الأزمة السورية والتي تتمثل في  التجنيد أو القتل وخاصة للأطفال و تصوير عمق المعاناة الغير مسبوقة  والآثار النفسية العميقة و"الجروح الغير مرئية"  التي تمزق نفسيات الأطفال ، والتي اطلقت عليها  "بالضغط النفسي السام".
-         اتفق کل من موقعي العربية نت والحرة أن إزاحة الأسد ونظامه من الحکم، وهزيمة داعش والعناصر الإرهابية في سوريا من الحلول الأساسية لحل الازمة السورية، بينما انفرد موقع العربية نت بتقديم حل ضرورة تشکيل لجنة لتقصي الحقائق وحظر الأسلحة الکيمائية، وضرورة المساعدة في تأمين الحاجات الضرورية والحياتية للاجئين من اغذية ودواء وقوافل طبية.
-        قدم موقع الحرة ضرورة  التخلص من النفوذ الايراني في سوريا  کأبرز  الحلول المقدمة  لحل الأزمة السورية، حيث أن  النفوذ الإيراني سبب التوتر وتصاعد اعمال العنف وإشعال الحروب الاهلية ، لذا يجب التخلص نهائيا منه، کما قدم موقع الحرة  ضرورة ارسال قوات امريکية لمساعدة القوات الموالية  وتوفير أماکن آمنة في سوريا  کما قدم موقع الحرة  أطروحة ضرورة وجود قوة سياسية تسيطر علي منطقة أکبر من النظام وتدعيم القوات الشريکة لواشنطن وذلک بدعم من وزارة الدفاع الامريکية والاستخبارات لبعض الفصائل في المناطق السورية من أجل وجود قوة سياسية تقف امام نظام الأسد، وبالتالي يمکن ازاحة الاسد وإحلالها مکانه .
-        ومن الاطروحات الهامة التي قدمها موقع الحرة والتي تعکس سياسة ترامب والذي أعلن عنها في الکثير من خطاباته وتصريحاته وهي المشارکة الدولية العادلة في النفقات الدفاعية، حيث انه صرح کثيرا ان امريکا تحمي بلاد کثيرة ولولا وجود امريکا ومحاربتها للإرهاب لما کان للعديد من الدول وجود، لذا على هذه الدول ان تدفع مقابل هذه الحماية من التنظيمات والجماعات الارهابية، لان امريکا لا تستطيع ان تدفع تکاليف هذه الحماية بدون مقابل.

الكلمات الرئيسية