تشير تأثيرات استخدام "الفيس بوک" فى الصراعات المجتمعية إلى فکرة هروب مستخدميه من الواقع، سواء الواقع الذى تمثله هذه الصراعات أو الواقع الشخصى، أي الهروب منها والهروب بها، إذ تتجنب نسبة (45.6%) من المبحوثين متابعة هذه الصراعات وتتجاهل وجودها، بينما تساعد هذه الصراعات نسبة (27.2%) من المبحوثين فى الهروب من مشکلاتهم الخاصة إلى المشکلات والقضايا العامة. کما أدى تحول "الفيس بوک" لساحة صراع إلى اتخاذ معظم المستخدمين صفحاتهم على "الفيس بوک" "کأبراج مراقبة" بدلاً من التواصل مع الآخرين، ويؤکد على ذلک إمتناع (66.7%) من المبحوثين عن المناقشة لعدم التوصل إلى نتيجة أو اتفاق، وإمتناع (43.9%) عن إبداء الرأى حتى لا يتعرضون لهجوم شديد، بما يمثل تأثيرات اجتماعية شديدة السلبية فى العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين. تتوفر فى موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوک" جميع أوجه الثراء الإعلامى، وفقاً لنظرية ثراء وسائل الإعلام، والتى دفعت مستخدميه لتفضيله عن وسائل الإعلام التقليدية فيما يتعلق بالقضايا والموضوعات محل الصراع، خاصةً التفاعلية وثراء المعلومات والأفکار، بالإضافة إلى الترکيز الشخصى أو الاهتمام وتضمينه فى أهم العوامل المؤثرة على الصراعات المجتمعية، کل ذلک ساعد فى تحول "الفيس بوک" لساحة صراع وفى زيادة حدته، وأصبحت عملية الاتصال التفاعلى هى ذاتها عملية الصراع کموقف اتصالى تفاعلى، بما أدى إلى قصور الأهداف الاتصالية فى حدود أهداف الصراع ذاته من الانتصار للرأى أو المصلحة، ولم تتحقق أهداف تقليل الغموض وعدم اليقين، أو تکوين وجهات النظر. ومن ثم، فقد شکلت معطيات السياق المجتمعى ظاهرة الصراعات على "الفيس بوک" بأبعادها المتعددة من تحديد مجالات الصراع وأهدافه وأسبابه ومحددى قضاياه والعوامل المؤثرة فيه وتأثيراته، کما حددت طبيعة هذه الصراعات وأهدافها ديناميات العملية الاتصالية وأهدافها، على النحو الذى أدى لتحجيم وتحديد دور "الفيس بوک" فى التعبير عن الآراء والتنفيس عن الغضب.