دور تکتيکات المعلومات في تأطير وأدلجة الخطاب الصحفي اثناء الأزمات الاقتصادية:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الإعلام بکلية الآداب – جامعة سوهاج.

المستخلص

استهدفت الدراسة توصيف وتحليل عمليات معالجة وتشکيل المحتوى الصحفي المتعلق بأزمة تعويم الجنيه المصري، سواء داخل دوائر صنع القرار، أو داخل غرف الأخبار، وإنعکاس ذلک على الخطابات الصحفية الموالية والمعارضة والمحايدة، وتحديد الفروق بين تلک الخطابات في أطروحاتها ومعالجاتها، ودوافعها الأيديولوجية، ومدى إلتزامها بالقيم والمعايير المهنيه.
کما استهدفت الدراسة رصد وتحليل تفاعلات المحررين الإقتصاديين مع مصادرهم، في إطار تراتيبة مصداقية المصادر في مجالات الإجتماع العام والجدل المشروع والإنحراف، وإنعکاس تلک التفاعلات على دور القائم بالاتصال کوسيط أو رقيب أو مشارک في إدارة الأزمة.
واعتمدت الدراسة على مدخل نظري متکامل يجمع بين نظرية تحليل الأطر الإعلامية، وتکتيکات المعلومات، وتکتيکات التلاعب بالرسالة الإعلامية، وتکتيکات المغالطات المنطقية، والنموذج الدعائي لتشومسکي، ونموذج هالين للترتيب المعياري تراتبية المصادر، ونموذج الهيمنة والوعي العام.
وطبقت الدراسة التحليلية على عينة تشمل جريدتي الأهرام والمصري اليوم ومواقع اليوم السابع والبديل والمصريون واتحاد مؤيدي الدولة، في حين طبقت الدراسة الميدانية على عينة تضم (20 مفرده) من المحررين  الإقتصاديين ورؤساء الأقسام الإقتصادية بالصحف والمواقع عينة الدراسة، حيث أجريت المقابلات المتعمقة على مرحلتين: الأولى وتمثلت في الإستجابات المکتوبة في دليل المقابلة، في حين رکزت المرحلة الثانية على ما أثارته إستجابات المبحوثين ونتائج الدراسة التحليلية من تساؤلات.
کشفت نتائج الدراسة التحليلية غلبة الطابع الأيديولوجي على معالجة الأزمة، حيث رکز الخطاب الصحفي الموالي على أطر الإصلاح الإقتصادي، وتحمل معاناة، والمؤامرة،، والبديل الوحيد، والنتائج الإقتصادية، بينما رکز الخطاب الصحفي المعارض على أطر الفشل الإقتصادي، والشک السياسي، والبدائل الإقتصادية، والنتائج السلبية.
واستخدم الخطاب الصحفي الموالي تکتيکات التلاعب بالبيانات والمعلومات بهدف إشاعة مناخ التفاؤل  بنجاح الإصلاح الإقتصادي، وحث المواطنين على المشارکة في تحمل أعباء وتکلفة القرارات الإقتصادية، بينما رکز الخطاب الصحفي المعارض على کشف تکتيکات الخداع والتلاعب بهدف إشاعة حالة الإحباط واليأس.
وأخفقت تقنيات الدعاية في تقديم خطاب صحفي مهني موضوعي يناسب قضية فنية بحته کأزمة تعويم الجنيه المصري. وفي إطار صخب الخطاب الدعائي تحولت الأزمة  إلى سجال أيديولوجي بين الموالين والمعارضين.
وبرز استخدام تکتيکات المغالطة المنطقية وفي مقدمتها المصادرة على المطلوب، والتعميم المطلق، وتجاهل القضية، والتفسير بالتسمية، ومغالطات الشخصنه، والاحتکام للسلطة، والعلة الزائفة، بهدف تسويق فرضيات السلطة السياسية أو تمرير تفسيرات وإستنتاجات قوى المعارضة، ومن ثم إغفال تفنيد الأزمة وأسبابها وتداعياتها وبدائل معالجتها بأسلوب علمي محايد.
وأکدت نتائج الدراسة فرضيات النموذج الدعائي لتشومسکي حيث تبين قيام الصحف القومية والخاصة بدور إجتماعي، يتمثل في نشر وترسيخ الأجندة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية للسلطة السياسية، ومن ثم ساعد الخطاب الصحفي الموالي على تعزيز نظام دعائي أکثر فعالية في تنفيذ أجندة السلطة السياسية وأيديولوجية التعبئة والحشد للجماهير.
کما أکدت النتائج فرضيات نموذج الهيمنة والوعي العام لجرامسکي، حيث تأثر الخطاب الصحفي بحالة الإستقطاب السياسي والإعلامي، التي تشهدها مصر في أعقاب ثورتي 25 يناير و 30 يونيو، فتم تسييس قضية فنية تخضع لمعطيات إقتصادية محلية وإقليمية ودولية. وبرز الخطاب الصحفي الموالي في الصحف القومية والخاصة وشبکات التواصل الإجتماعي ليفرض الخطاب السياسي للسلطة السياسية، ويرسخ حالة الهيمنة من اجل تغيير العقلية الشعبية وتطويعها للتکيف مع تداعيات الأزمة، وم ثم تراجعت عملية التفاوض ليتصاعد الصراع السياسي بشکل سلبي ويؤثر على حالة الوعي العام بالأزمة وأسبابها وتداعياتها وبدائل معالجتها.

الكلمات الرئيسية