تأثير أنماط التحيز السائدة في معالجة الأحداث الجدلية على تشکيل الاتجاهات العدائية لدى النخبة نحو هذه التغطية:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس العلاقات العامة والإعلان بکلية الإعلام– جامعة الأهرام الکندية.

المستخلص

تم تطبيق هذه الدراسة على مرحلتين في فترتين زمنيتين مختلفتين من حيث الظروف السياسية والاجتماعية التي سادت مصر. تم في کل مرحلة دراسة قضية محددة، فهدفت الدراسة الأولى إلى التعرف على اتجاهات النخبة الأکاديمية نحو التغطية الإعلامية لأحداث عزل الرئيس السابق، وتم تطبيقها على عينة من النخبة الأکاديمية قوامها ١٢٧ مبحوثًا، بينما هدفت الدراسة الثانية إلى التعرف على اتجاهات النخبة الأکاديمية نحو التغطية الإعلامية لمشروع قناة السويس الجديدة وتم تطبيقها على عينة من المبحوثين بلغ قوامها ١٦٠ مبحوثًا ليصل حجم العينة في الدراستين إلى ٢٨٧ مبحوثًا من النخبة الأکاديمية من کليات وأقسام الإعلام بعددٍ من الجامعات الحکومية والخاصة.
وقد تم اختيار القضيتين لما أثير حولهما من جدلٍ بين الجماعات المؤيدة والمعارضة لکلٍّ منهما، وذلک بهدف تتبع إدراک الجمهور لظاهرة تحيز وعدائية التغطية الإعلامية نحو قضيتين تعدان من القضايا الجدلية حتى الآن- وإن اختلفت طبيعتهما– والتعرف على المتغيرات المؤثرة في هذه الظاهرة. وإن کانت القضيتان تبدوان منفصلتين إلا أنهما متصلتان بدرجةٍ وثيقة؛ حيث إنه تم ربط کل منهما بالنظام الحاکم وإنجازاته وقت الحدث وعلاقة الإعلام بالسلطة. وقد توصلت الدراسة إلى أن هناک مجـموعة من المتغـيرات التي تؤثر في إدراک الفرد لعـدائية التغطـية الإعـلامية؛ وهي کالتالي:
-  تقييم المبحوثين لعلاقة وسائل الإعلام بالنظم القائمة ودرجة الانحياز إليها لتحقيق مصالحها. ولاختبار العلاقة بين تقييم المبحوثين للعلاقة بين الإعلام والسلطة وإدراکهم، ولاختبار العلاقة بين تقييم المبحوثين لعلاقة وسائل الإعلام بالنظم القائمة وإدراکهم لعدائية التغطية تم حساب کا2   والذي أثبت أن هناک علاقة بين المتغيرين، حيث إن عددًا کبيرًا من المبحوثين الذين يرون أن وسائل الإعلام لم تلتزم الموضوعية في تغطيتها وبالغت في عرض معلومات عن القضية محل الدراسة، ولم تعرض السلبيات والإيجابيات لأي قضية ونتائجها بقدرٍ متساوٍ؛ يرون أنها تنحاز إلى النظم التي تتوافق مع مصالحها.
-  الانغماس والمشارکة: حيث أشارت النتائج إلى أن هناک علاقة بين انغماس الفرد في الحدث محل الجدل وإدراکه لعدائية التغطية الإعلامية. وقد تبيَّن أن هناک تباينًا في نمط المشارکة، حيث إن هناک مشارکة تدعم قضيتي الدراسة– العزل والمشروع الجديد– وهي تؤثر في إدراکه لعدائية التغطية الإعلامية، حيث إن إدراک عدائية التغطية يحدث إذا تباين محتواها مع نوع مشارکة الفرد؛ ففي قضية الدراسة الثانية: کان هناک غالبًا علاقة بين درجة الانغماس والمشارکة الإيجابية– شراء أسهم والدفاع عن المشروع- وإدراک الفرد لحيادية وسائل الإعلام وعدم تحيزها لوجهة نظر واحدة، بينما في الدراسة الأولى: نجد أن هناک علاقة بين المشارکة الإيجابية من وقفات احتجاجية- سواء کانت مؤيدة أو معارضة- واستخدام لشبکات التواصل الاجتماعي، وإدراک الفرد لعدائية التغطية الإعلامية من حيث ترکيزها على وجهات نظر محددة ومبالغتها في المعلومات المقدمة عن الحدث.
-  تأييد القضية محل الدراسة: أثبتت نتائج الدراستين وجود علاقة بين تأييد المبحوثين للقضيتين الجدليتين وإدراکهم لعدائية التغطية الإعلامية إذا کانت مخالفة لآرائهم واتجاهاتهم.
-  أشارت نتائج الدراستين إلى أن التعبير عن الرأي من خلال الفيس بوک جاء في ترتيب متقدم من حيث أنماط المشارکة في قضيتي الدراسة، وأن غالبية المبحوثين يستخدمون الفيس بوک لإدراکهم عدائية وسائل الإعلام الأخرى وتحيزها وترکيزها على رأي مخالف لما يعتقدونه.
-  مصادر المعلومات: ثبت من خلال الدراسة الميدانية الثانية والمرتبطة بمشروع قناة السويس الجديدة وجود علاقة بين إدراک المبحوثين لعدائية التغطية الإعلامية والاعتماد على عددٍ من مصادر المعلومات والتي جاء الفيس بوک ويليه القنوات التليفزيونية في مقدمة تلک الوسائل؛ سواءٌ من حيث تحيزها في عرض وجهات النظر ومبالغتها أو حشدها للمشروع وتقديمها لمضمون يخالف قناعات المبحوثين حول المشروع.
ورغم الاختلاف بين طبيعة الحدثين اللذين طبقت عليهما الدراسة، واختلاف فترتي إجراء الدراستين إلا أن بعض نتائج الدراستين تتفق في عدة نقاط وتختلف في نقاطٍ أخرى

الكلمات الرئيسية