اعتماد الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي کمصدر للمعلومات وحدود الاغتراب المترتبة عليه:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

أستاذ مساعد بقسم الصحافة الاذاعية والتلفزيونية بکلية الإعلام - جامعة بغداد.

المستخلص

مع إيماننا المطلق بدور وأهمية التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعي في الحياة المجتمعية اليوم فأن هذا التعاطي حمل في طياته العديد من الجوانب السلبية التي باتت تؤرق المهتمين بهذا الشأن ولاسيما علماء الاجتماع والنفس والإعلام وغيرهم وظهرت دراسات عديدة البعض منها عالج موضوعات التربية والأخلاق والدين والموضوعات السياسية والاقتصادية والبعض منها عالج الموضوعات التي تتعلق بِشأن الإعلامي وما زالت المعرکة محتدمة الصراع بين من يؤمن بأن هذه المواقع أصبحت وسائل إعلامية وبين من يرى العکس لافتقادها بعض عناصر الاتصال کما رکزت دراسات أخرى على استخدام الجوانب الدعائية واليات التعرض وقياس التأثير والاتجاهات ... الى أخره ,وهناک دراسات رکزت على الوسيلة  وأخرى على الجمهور او على الاثنين معاً کما خاض الکثير من الباحثين والدارسين في مسألة استخدام المناهج والنظريات المناسبة للتعاطي مع هکذا نوع من الدراسات مع الأخذ بنظر الاعتبار الصعوبات التي تواجه الباحثين في استخدام مجتمعات البحث وأنواع العينات وغيرها .
لکن ما يميز دراستنا هنا هو الجمع بين استخدام هذه الوسائل وتأثيراتها من الناحية النفسية متمثلة بعنصر الاغتراب الذي أصبح اليوم يعبر بشکل صارخ عن طبيعة النفس البشرية نتيجة هذا الکم الکبير من تعرض الإنسان الى وسائل الإعلام المختلفة وتأثيرها على سلوکه واتجاهاته وقيمه وموروثه في حالة من الوصول الى الانفصال بين الإنسان وذاته ومجتمعه على اعتبار ان الاغتراب يحمل في طياته نوع من الصراع الداخلي النفسي عند الإنسان وهو حالة يعاني من خلالها الفرد الى انفصاله عن الواقع المعاشي مما يجعله يبني لنفسه کياناً معيناً وتصوراً خاصاً عن الأشياء وهو نوع من العزلة فتکون النتائج سلبية على الفرد وعلى المجتمع لاتخاذ خطوات قد تکون غير صحيحة .
ومن هنا فأن مشکلة هذا البحث تنطلق من دراسة ظاهرة الاغتراب کظاهرة لها جذورها وأثرها الفعال والواضح في صميم الإنسان وأصبحت تؤثر تأثيرا واضحاً على مجمل حياته وتضفي عليه زيادة في التوتر والقلق والإحباط ويقوده الى حالة الانفصام شيئاً فشيئاً عن ذاته وعن محيطه وارتباط هذه الظاهرة باستخدام هذا الجمهور لمواقع التواصل الاجتماعي لذا فأن البحث يبحث عن دراسة وفهم العلاقة بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الجمهور والاعتماد على المعلومات المستقاة منها وعلاقتها بالاغتراب والتعرف على المدلولات التي تؤدي الى حصول الظاهرة سياسيا واقتصاديا ونفسيا خاصة بعد الزيادة الملحوظة لاستخدام وسائل التواصل بشکل غير مسبوق في هذه الايام .

الكلمات الرئيسية