التحليل النقدي للأطر المعرفية والنظرية والمنهجية لبحوث إدمان مواقع التواصل الاجتماعي في الدراسات العربية والغربية خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين
ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية عدة اتجاهات بحثية في مجال التأثيرات النفسية والاجتماعية لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي مرتکزة على إبراز الجوانب السلبية لتلک المواقع، ويواجه هذا الاتجاه تحديان: الأول يتعلق بالأنشطة التي يمکن أن تشکل إدمانًا لمستخدم المواقع الاجتماعية؛ والثاني يشير إلى أسباب الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، وتنطلق هذه البحوث من تصور أن هذه المواقع تسمح للأفراد بتلبية الحاجات النفسية التي لا يتم تلبيتها في الواقع الحقيقي مثل الحصول على الدعم الاجتماعي والشعور بالانتماء لجماعة والإفصاح عن الجوانب الخفية من الشخصية (بخيت،2015، 7). ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن انخفاض المظاهر النفسية تعد أحد الأسباب التي تدفع الأفراد إلى إدمان مواقع التواصل الاجتماعي؛ لذا حاول أصحاب هذا التوجه الربط بين متغيرات الشخصية، وبعض المتغيرات النفسية وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي على اعتبار أن الإدمان متغير تابع للسمات الشخصية ونتيجة لانخفاض مظاهر الصحية النفسية الناتجة عن التنشئة الاجتماعية وضغوط الحياة(Burwell et al, 2018,142) . وفي المقابل هناک تيار بحثي يرى أن الإدمان له تأثير على المظاهر النفسية والاجتماعية ويتعامل مع الإدمان کمتغير مستقل له تأثيرات مختلفة على المستوى النفسي والاجتماعي، ومن أبرز مظاهر التأثير النفسي لإدمانها انخفاض معدلات السعادة النفسية، وإصابة الأفراد بحالة من الوحدة النفسية والاکتئاب والقلق والخوف من فقدان الأصدقاء نتيجة الأبتعاد عن استخدامه، وکذلک تفکک العلاقات الرومانسية، بالإضافة إلى المشاعر السلبية الناجمة عن المقارنة الاجتماعية المستمرة، نتيجة مشاهدتهم بعض الصور أو المواقف التي تؤجج صراعهم مع أنفسهم، وتنعکس عليهم سلباً وکذلک انتهاک الخصوصية، (Xue et al,2018,279).. ومن أبرز مظاهر التأثير الاجتماعي السلبي لإدمانها، تأثّر الأداء الاکاديمي والمهني بالإضافة إلى خلق نوع من العزلة الاجتماعية وعدم الثقة في العلاقات وغياب التعلق الاجتماعي، حيث قلل من متانة العلاقات الاجتماعية سواء في محيط الأسرة أو الأصدقاء أو زملاء العمل أو في الدراسة وأدى إلى ميلاد مجتمع يحمل عوامل القطيعة مع التقاليد الثقافية وانعکس بالسلب على علاقات الشباب بعائلاتهم وتذمرهم من زيارات الأقارب، وفقد التواصل العائلي الکثير من المعاني الاجتماعية، واستبدلت الزيارات العائلية في المناسبات والأعياد بمنشورات على الصفحات الشخصية (Turel, Brevers & Bechara,2018,85; Burwell et al, 2018,142) . وقد دفع هذا الاهتمام وتلک الاتجاهات عدد من الباحثين إلى إجراء دراسات لتقويم حالة البحث في هذا المجال بهدف رصد أبرز الاتجاهات البحثية والنظرية وتقييم نتائجها وکشف نواحي الضعف فيها واقتراح اتجاهات جديدة للبحث، واعتمادا على التحليل الکيفي وتحليل المستوى الثاني لعينة متاحة من الإنتاج العلمي المنشور في دوريات علمية عالمية محکمة، تتعلق ببحوث إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، تهتم الدراسة الحالة برصد مسار تطور الأطر المعرفية والنظرية والمنهجية في بحوث إدمان مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة الابعاد المتعلقة بالتأثيرات النفسية والاجتماعية لتلک الظاهرة وهو ما يساعد في وضع خريطة أولية لأجندة الاهتمامات البحثية في هذا المجال.
مؤيد, هيثم جوده. (2019). التحليل النقدي للأطر المعرفية والنظرية والمنهجية لبحوث إدمان مواقع التواصل الاجتماعي في الدراسات العربية والغربية خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. المجلة المصرية لبحوث الأعلام, 2019(68), 71-167. doi: 10.21608/ejsc.2019.86874
MLA
هيثم جوده مؤيد. "التحليل النقدي للأطر المعرفية والنظرية والمنهجية لبحوث إدمان مواقع التواصل الاجتماعي في الدراسات العربية والغربية خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين", المجلة المصرية لبحوث الأعلام, 2019, 68, 2019, 71-167. doi: 10.21608/ejsc.2019.86874
HARVARD
مؤيد, هيثم جوده. (2019). 'التحليل النقدي للأطر المعرفية والنظرية والمنهجية لبحوث إدمان مواقع التواصل الاجتماعي في الدراسات العربية والغربية خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين', المجلة المصرية لبحوث الأعلام, 2019(68), pp. 71-167. doi: 10.21608/ejsc.2019.86874
VANCOUVER
مؤيد, هيثم جوده. التحليل النقدي للأطر المعرفية والنظرية والمنهجية لبحوث إدمان مواقع التواصل الاجتماعي في الدراسات العربية والغربية خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. المجلة المصرية لبحوث الأعلام, 2019; 2019(68): 71-167. doi: 10.21608/ejsc.2019.86874