لقد شهد العقد الأخير من القرن العشرين حدوث ثلاث ثورات متداخلة هي: (ثورة التکنولوجيا، ثورة المعلومات، ثورة الديمقراطية)، وجاءت ثورة الاتصال نتاجًا حتميًا لهذه الثورات وأحد أهم آثارها، حيث تعد من أهم وسائل الاتصال ونقل المعلومات، وقد انتشر استخدامها بصورة مذهلة في السنوات الأخيرة، والتي تجعل مضمون الاتصالات متاحًا عبر شبکات الاتصال الأخرى، وهذه تعد أساليب متقدمة يستطيع الأفراد والمؤسسات من خلالها الاتصال ببعضهم البعض لتبادل المعلومات، واستطاعت الشبکة بما تمتلکه من سمات اتصالية وتقنية متميزة أن تقلب المفاهيم المکانية والزمنية للإنتاج والتطبيقات الإعلامية في العالم، حيث سمحت من خلالها لمستخدميها الاختيار بحرية ما يريدون من خدمات اتصالية تتلائم مع احتياجاته ولاحظ الباحث من خلال مجاراته للأحداث الجارية عبر مواقع التواصل الاجتماعى أن هناک حضور اجتماعي بدرجة کبيرة لدى الشباب الجامعى المصرى، وتتفاوت درجة الحضور بين مشارک ومتابع وناشر للأحداث والأخبار وعدد کبير منهم يشارکون بالتعليقات ومنها تحول الجمهور إلى إعلامي وهو ما نطلق عليه الإعلامى المواطن الذى تحول من مجرد متلقي سلبى للأخبار إلى إعلامي يمکنه نشر الأخبار وإبداء رأيه عليها بکل حرية، وما أکد هذه الملاحظة ما جاءت به نتائج الدراسات السابقة، حيث أشارت معظم الدراسات إلى ان ما يزيد عن 98% من الشباب الجامعى يستخدم مواقع التواصل الاجتماعى، وما أکد المشکلة البحثية أيضاً ما قام به الباحث من دراسة استطلاعية أشارت فى نتائجها إلى أن 98.7% من عينة الدراسة الاستطلاعية يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى، ويتمتعون بالحضور الاجتماعى المستمر فى هذه المواقع، بالإضافة إلى أن مستوى الدعم الاجتماعى المدرک لدى أفراد العينة الاستطلاعية جاءت مرتفعة. وبمکن صياغة مشکلة الدراسة الحالية فى محاولة الإجابة عن التساؤل التالى: ما العلاقة بين استخدام الشباب الجامعى لمواقع التواصل الاجتماعى والدعم الاجتماعى المدرک لديهم؟