جاءت الورقة البحثية بعنوان (نحو منهج نموذجي لتدريس الصحافة بالجامعات العربية.. دراسة تقويمه مقارنة لخطة قسمي الصحافة بجامعة السودان وجازان)، وتبرز أهمية الدراسة من عدة اعتبارات من بينها حداثة الموضوع، فقضايا تحليل مضمون الخطط التدريسية في مرحلة البکالوريوس ليست مطروقة کثيراً من قبل الباحثين، لذلک جاءت هذه الدراسة على امل ان تفتح الباب امام دراسات متقدمة للوقوف على واقع هذه الخطط والبرامج التدريسية بما يساعد علي حسن استغلال الموارد البشرية والمادية للجامعات للوصول إلى أفضل المخرجات. فيما هدفت الدراسة من وراء ذلک للوقوف عن قرب على واقع خطط أقسام الصحافة بالجامعات العربية، بما يمکن من دراسة هذه الخطط بصورة علمية تقييمية وتقويمية بدلاً من ترکها لمجرد التصورات، وکذلک الوقوف على درجات الارتباط بين هذه الخطط وأماني وتطلعات شعوب المنطقة العربية في السير باتجاه الوحدة ولو في حدها الادنى. ولصعوبةدراسة وتحليل مضامين مجتمع البحث الکلي، أي الخطط التدريسية لأقسام الصحافة بالجامعات العربية ککل، قام الباحث باختيار عينة مصغرة ومعبرة في ذات الوقت تعبيراً حقيقياً عن هذا المجتمع الکلي، فوقع الاختيار على قسمي الصحافة بجامعة السودان للعلوم والتکنولوجيا وجامعة جازان کعينة للبحث، لعدة اسباب من بينها التبعيات الإدارية المتباينة لهذين القسمين حيث ان قسم الصحافة بجامعة السودان يتبع لکلية اعلام فيما يتبع قسم الصحافة بجامعة جازان لکلية الآداب وهذا النوع من التبعية کثير التکرار في الجامعات العربية، کما انه يلقي بظلاله على الخطط التدريسية لأقسام الصحافة، وثانياً لتبني القسمين لنهجين مختلفين في فلسفتهما التدريسية، حيث يهتم الأول بالتوسع النوعي والثاني بالتوسع الکمي على النحو الذي سيرد تفصيلاً، اما السبب الثالث فهو قرب الباحث من هاتين الخطتين التدريسيتين سيما وان الباحث عمل لفترات استاذاً بهاذين القسمين.. ولقد افضت الدراسة ببعديها النظري والتحليلي لواقع الخطة التدريسية لقسمي الصحافة -عينة الدراسة-الى نتائج ملموسة على النحو التالي: - ان هنالک اماني لدي شعوب وقيادات المنطقة العربية تتطلع للوحدة في النظم التعليمية الجامعية على الأقل، هذه الاماني تتضح من خلال تکوين اتحاد للجامعات العربية وکذلک من خلال اعمال الندوات والمؤتمرات العلمية التي کثيراً ما توصي بالتقارب العربي في مجال التعليم الجامعي کما جاء في متن الدراسة. - ان هذا العصر يعتبر عصر التکتلات والتجمعات الکبيرة لمواجهة التحديات التي قد لا تقوى الجامعات العربية على مواجهتها منفردةً، اذلک تکون هذه الوحدة ليست مطلوبة بل وضرورية، ونشير هنا الى اهمية دمج ما هو تعليمي في التقنية الحديثة للإفادة من ثورة المعلومات ومواجهة تحديات العولمة بما تتطلبه من تجمع لنظم التعليم الجامعي سبقتنا اليه شعوب أوروبا وامريکا على النحو الذي تم استعراضه في الدراسة. اما واقع الدراسة الميدانية التحليلية للخطط التدريسية للجامعات العربية فيوضح التباين الشديد ليس فقط على مستوى الفروع بل وعلى مستوى الأصول، مما أدى لانعدام وجود مؤشرات لنظام عربي موحد للجامعات، بل وان حدة الاختلاف تتضح في التباين الکبير في المضامين التدريسية التي تجعل هنالک معوقات تعيق طريق الوحدة بين نظم الجامعات العربية المتباينة اصلاً، غير ان تطبيق أغلبية الجامعات العربية لنظام الساعات المعتمدة يعتبر بادرة امل في طريق الوحدة، نظراً لما يتيحه هذا النظام من أرضية صالحة لحساب عدد الساعات للطلاب بمختلف الجامعات العربية، الشيء الذي يعد خطوة باتجاه تسهيل حرکة انتقالهم داخل النظام العربي الموحد للجامعات المقترح.