العلاقة بين لغة الشباب الجامعي على صفحات الفيسبوك والاغتراب الثقافي لديهم دراسة في إطار التحليل السيميائي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم الإنتاج الإذاعي والتليفزيوني شعبة علوم الإعلام بالأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام

المستخلص

استهدفت الدراسة تحليل اللغة السيميائية للشباب على صفحات الفيسبوك وعلاقتها بالاغتراب الثقافي لديهم، تم ذلك من خلال  التساؤل الرئيس وهو: ما علاقة اللغة المستخدمة على صفحات الفيسبوك من قبل الشباب الجامعي المصري بالاغتراب الثقافي لديهم والاختلاف بين مستويات اللغة المستخدمة من خلال دراسة سيميائية لها؟.تم ذلك بالاعتماد على نظرية السيميائية بمدارسها التحليلية المختلفة من مدارس تحليل الخطاب الإعلامي، واللغوي، والسيميائي، والثقافي. اعتمدت الباحثة على الأداة الكيفية: مجموعات النقاش المركزة (Focus Group Discussion)، لقياس محاور الاغتراب الثقافي وعلاقة هذا الاستخدام بالاغتراب الثقافي لدى عينة الدراسة العمدية من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 22 عامًا. وتم تقسيمهم على 8 مجموعات بالتساوي بين الذكور والإناث، كل مجموعة عبارة عن 8 مفردات من المبحوثين، كما تم الاعتماد على أداة تحليل المضمون لعينة الدراسة التحليلية العمدية، والمتمثلة في عدد ثلاث صفحات إلكترونية هى الأكثر استخدامًا على  الفيسبوك.
أثبتت نتائج الدراسة أن :الدلالة السيميائية للغة المستخدمة على صفحات الفيسبوك تعود إلى وجود عدة مستويات مختلفة لهذه اللغة وهي: (العربية الفصحى _ الفصحى المعاصرة أو عامية المثقفين _ العامية الدارجة _ الفرانكو آراب)، باختلاف ترتيب استخدامها من جانب عينة الدراسة، وجاءت دلالة استخدام بعض المبحوثين للغة الفرانكو آراب لعدة دوافع مختلفة تدل على أن هناك حالة من التباعد الأسري والاجتماعي بين أسر وشباب هذا المجتمع، وتوصلت نتائج الدراسة المتعلقة بمظاهر التأثير الايجابي للغة مواقع التواصل الاجتماعي على ثقافة الشباب، على وجود حالة من إجماع مجموعات عينة الدراسة على ضرورة التمسك بالحفاظ على اللغة العربية السليمة، أما النتائج المتعلقة بمظاهر التأثير السلبي للغة مواقع التواصل الاجتماعي على ثقافة الشباب، فقد دلت على وجود حالة كبيرة ومؤثرة من تدهور وضعف اللغة العربية المستخدمة على مواقع التواصل، والمؤدية إلى البعد عن التعاليم الدينية والهوية الثقافية، والتي تنتهي إلى تكوين حالة من الاغتراب الثقافي واللغوي لدى هؤلاء الشباب بنسب متقاربة بين أبعاد مختلفة متشابكة مكونة لهذا الاغتراب وهي: الدين واللغة والتاريخ والعادات والتقاليد و الانتماء والمجتمع  نتيجة استخدامهم لتلك المواقع، أبرزت النتائج أيضاً وجود دور كبير ومحوري لمواقع التواصل الاجتماعي في فقدان السيطرة على معايير الهوية الثقافية، أثبتت الدراسة السيميائية للغة وجود حالة من الاختلاف بين مستويات اللغة المستخدمة على موقع الفيسبوك، وتنوع الدلالات اللفظية والرمزية وراء هذه النصوص والتي حظت بتفاعل كبير من جانب الشباب الجامعي المستخدم لصفحات وموقع عينة الدراسة. وأن المستويات المعرفية والسياسية والاجتماعية للشباب مستخدمي موقع الفيسبوك جاءت في إطار من دلالة معرفية بسيطة للغة المستخدمة من جانبهم، كما أثبتت النتائج وجود علاقة دلالية بين  اللغة المستخدمة بمستوياتها المختلفة وهي المؤثرة على الهوية الثقافية والمعرفية والتاريخية على المجتمع وأفراده، وبين الشباب المستخدم لتلك اللغة عبر منصات الإعلام المختلفة، وبين مواقع التواصل الاجتماعي بصفتها الوجه الجديد للإعلام في ظل التنامي السريع لتكنولوجيا.

الكلمات الرئيسية