توظيف تقنية التزييف العميق لحملات الدعاية المضادة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 وتقييم النخبة نحوها: دراسة تطبيقية للصور والفيديوهات المعروضة على مواقع القنوات الإخبارية الناطقة باللغة العربية

 
في الآونة الأخيرة أصبح التزییف العمیق یعرف بشبح التضلیل الإعلامي، ورغم قدم هذا النمط الاتصالي إلا أن ظاهرة الفبركة الإعلامیة وصناعة المحتویات الزائفة أصبحت أكثر تعقیدا الیوم في سیاقها الرقمي، هذا ما فرض تحدیات جدیدة أمام الباحثین المهتمین بمعرفة ما تفعله مثل تلك التجاوزات من تضلیل للرأي العام وتشتیت للأفكار وتعتیم إعلامي كبیر خاصة في مجال السیاسة وما یحدث في فترات الحملات الانتخابیة بین المترشحین الخصوم، حیث تم استغلال هذه التقنیة الحدیثة في إنشاء صور ومقاطع فیدیو مزیفة لعدد من المشاهیر، كما استخدمت في أحیان أخرى لخلق أخبار كاذبة، ولهذا سعت الدراسة الحالية للإجابة على تساؤلها الرئيس وهو كيف يتم توظيف تقنية التزييف العميق لصور وفيديوهات الدعايا السياسية (لحملات الدعاية الإنتخابية ) المعروضة على مواقع القنوات الإخبارية والناطقة باللغة العربية واتجاهات النخبة نحوها خلال الإنتخابات الرئاسية الأمريكية 2024؟
ينتمي هذا البحث للبحوث الوصفية التي اعتمدت على منهج المسح بشقيه الميداني والتحليلي، مستعين باستمارة استبيان للنخبة الإعلامية والسياسية وكذلك استمارة تحليل مضمون لمواقع القنوات الإخبارية الناطقة باللغة العربية وهي ( قناة CNN – قناة BBC – قناة RT) ، وخلصت أهم النتائج إلى:

أن تلك التقنية تعد من أساليب الدعايا السيئة في الحملات الانتخابية.
أن الاستهزاء والسخرية هما أكثر الأهداف شيوعًا في استخدام التزييف العميق للصور والفيديوهات.
جاء (التطابق الصوتــــــــــــــــــى) في مقدمة المعايير التقنية لصور وفيديوهات الدعاية السياسية بنسبة بلغت 6%، لما ما يقدمه الصوت من دورًا حاسمًا في نقل الرسائل والتأثير على المشاهدين.
أكثر من 40% من محتوى الصور والفيديوهات للتزييف العميق على مواقع القنوات الإخبارية يعتبر خطابا مركباً، ويستخدام أسلوب مباشر، وأكثر من نصف المحتوى يُستخدم لتحقيق وظيفة إخبارية إعلامية .
وجود علاقة طردية ضعيفة بين استخدام تقنيات التزييف العميق بالحملات الدعائية المضادة للمرشحين

الرئاسيين وتأثير ذلك على العملية الانتخابية فهي لا تتأثر بتلك التقنيات بصورة كبيرة. 

عدم وجود فروق بين متوسطات درجات ثقة النخبة للمحتوى المقدم عبر تقنيات التزييف العميق للصور والفيديوهات بالحملات الدعائية المضادة لمرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفقًا لمتغيرات: (طبيعة العمل، المؤهل التعليمي وسنوات الخبرة) مما يدل على عدم تأثر الإيجابات في ضوء الفروق الديموجرافية على ثقتهم في المحتوى المقدم بالتزييف العمييق في الحملات الدعائية المضادة لمرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.

أهم التوصيات التي توصلت لها الدراسة:

تعد هذه التقنيات أداة من أدوات حروب الجيل الخامس التي من شأنها تدمير دولاً بأكملها فيجب تجريمها دوليا.
إنشاء مؤسسات رسمية معنية بتتبع المحتوى المزيف والترويج للحقائق، وذلك على غرار المحاولات المستقلة وأكثرها نجاحًا وكالة ستوريفول المتخصصة في مجال ترخيص المحتوى والتي من بين اختصاصاتها التحقق من دقته.
التثقيف الإعلامي لأفراد المجتمع كافة بتلك التقنيات وكيفية اكتشاف طرق تزييفها لما يقدم من محتوى.