التحليل الجيوبوليتيكي لصور اللاجئين بتغريدات وكالات الانباء العالمية: دراسة تحليلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الصحافة - كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال – جامعة جنوب الوادي

المستخلص

تجاوز عدد النازحين قسرًا واللاجئين في العالم 117.3 مليون شخص بحلول منتصف عام 2024م، هذا العدد الضخم أخرج ملف اللاجئين عن طابعه الإنساني، وأدخله في تعقيدات حملت تداعيات اجتماعية وسياسية واقتصادية وأمنية على المستوي الإقليمي والدولي، كما تحول إلى مادة تجاذب سياسي انعكست في وسائل الإعلام العربية والمحلية والدولية، حيث يلعب التمثيل المرئي للاجئين في وسائل الإعلام عامة ووكالات الأنباء على وجه الخصوص دورًا حاسمًا في خلق سرديات التضامن أو التمييز وفي تشكيل الفهم العام والمواقف تجاههم، وبناء عليه هدفت الدراسة إلي تحليل جيوبوليتيكا السياقات الجيوستراتيجية بصور اللاجئين المنشورة بتغريدات وكالات الأنباء العالمية على موقع أكس "تويتر سابقاً" متمثلة في تحليل عامل الحدث كعامل رئيسي للحدث ومساحات الهوية التي يتم إنشاؤها من خلال استكشاف المنعطف المكاني بصور العينة ورصد أكثر المواضيع المرتبطة باللاجئين وفي أي سياق تم تغطيتها، واستكشاف من يتحدث عن اللاجئين (الفاعل) وإلي أي درجة يبدو اللاجئون لاعبين أساسيين في هذه التغطيات، مما يساهم في استنتاج السياقات الجيوستراتيجية بالتغطية المصورة لوكالات الأنباء العالمية لازمة اللاجئين على موقع أكس، إلي جانب تحليل جوهر الحدث المتمثل في رصد مستويات التأطير المرئي و رصد استراتيجيات البلاغة البصرية التي عززت من اختلاف تأطير اللاجئين الأوكرانيين عن باقي اللاجئين على مستوي العالم، ثم تحليل بيئة الحدث والتي تمثلت في تفكيك المساحات والفضاءات الجيوبولتيكية ( الفضاء الفيزيائي - الفضاء الاقتصادي - الفضاء "الديموغرافي "السياسي" - الفضاء الدبلوماسي "الاستراتيجي"- الفضاء السيبراني الإلكتروني )، مما ساهم في وبلورة سياسات الدول وخاصة الاتحاد الأوروبي في تعاملها مع تدفق اللاجئين منذ بداية الفترة الزمنية بالدراسة حتى نهايتها.
بشكل عام، قد توصلت الدراسة إلي عدة نتائج من أهمها أن بناء عامل الحدث بأزمة اللاجئين جاء سلبيًا، و ما يجعله كذلك هو الإشارة إلى أسباب فرارهم( الحرب، الصراع، الاضطهاد، الفقر ) مع تغيب شبه تام لتأثير المناخ على اللجوء مثل لكوارث الطبيعية من الأعاصير و العواصف والزلزال والحرائق ؛ كما قدمت الصور بعينة الدراسة سرداً يركز على أن التمثيل الجغرافي لأكثر الدول المستضيفة للاجئين بعينة الدراسة كان متحيز لدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حيث تم تمثيل دول أوروبا كأكثر الدول المستضيفة لللاجئين بنسبة 21% وقد كشف الدراسة أن هذه الدعاية الغربية تختلف مع أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 2024 والتي أوضحت أن أكثر من 85% من أعداد اللاجئين توجد في بلدان الشرق الأوسط والدول النامية، وأن أقل من 15% من اللاجئين وطالبي اللجوء يوجدون في الغرب، كما توصلت الدراسة إلي أن التركيز على اللاجئين الأوكرانيين بتغريدات وكالات الأنباء عينة الدراسة كشفت عن فصل جديد من فصول العنصرية والتنميط والاستشراق الإعلامي؛ كما رصدت صور الدراسة تعمد السلطات الفرنسية تكثيف عمليات تفكيك المخيمات الغير رسمية التي كان يقيم بها مئات المهاجرين في العاصمة باريس بشكل خاص في يوليو الماضي، قبل الألعاب الأولمبية مباشرة، وذلك ضمن استراتيجية تهدف حسب قولنا إلى “إخفاء الفقر من عيون العالم”، كما كشفت نتائج تحليلنا للمنعطف المكاني كعامل رئيسي للحدث وفق للنظرية الجيوبوليتيكية المعاصرة أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لم تسكن اللاجئين المخيمات ولم تساوم مع المجتمع الدولي عليهم نتيجة لاستقبالها لهم، مقابل منفعة مادية أو اقتصادية أو غيرها، وإنما فتحت أبواب السكن والصحة والتعليم والعمل لهم، خاصة القادمين من سوريا والسودان، اعتمدت وكالات الأنباء بالعينة على اللقطات البعيدة في جميع وكالات الأنباء بنسبة 62% بما يعزز الانقسام بين "نحن" و"الآخرين"، كما خلصت نتائج تحليلنا إلى أن التفاعلات الأكثر شيوعًا بالصور عينة الدراسة هي مع أفراد الجيش والشرطة وخفر السواحل، مما يدعم تأطير اللاجئين كمجرمين، كما ركزت صور اللاجئين من الشرق الأوسط وجنوب إفريقية في البلدان الأوروبية على عبورهم طريق البلقان في أعداد كبيرة كغرباء ومجهولي الهوية، إلي جانب هيمنة صور القوارب المكتظة، وقد اهتمت وكالة تاس الروسية اهتمت بإظهار خطاب الكراهية نحو اللاجئين وخاصة الأوكرانيين، كما تم تمثيل بعض الدول بصور عينة الدراسة على أنها بلدان أمنة وبشكل خاص الدول المرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي (تركيا، صربيا، مقدونيا)، كما كشفت الدراسة أن اللاجئين السوريين واجهوا موجة عنصرية متزايدة منذ عدة سنوات.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
* مدرس بقسم الصحافة - كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال – جامعة جنوب الوادي

الكلمات الرئيسية