تقييم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحقيق الاستدامة البيئية:"دراسة حالة"

 
 
تُعنى الدراسة باستكشاف مجالات وآليات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحقيق الاستدامة البيئية وبيان أهم العوامل المؤثرة على توظيف هذه التقنيات، وتقييم درجة نجاحها في تحقيق الاستدامة البيئية وأبرز معوقات تفعيلها بالشركات .
المنهج والعينة: تستخدم الدراسة منهج دراسة حالة عبر عينة عمدية لأربعة قطاعات مختلفة هما "القطاع التكنولوجي ويمثله شركة جوجل ،قطاع التجارة الإليكترونية ويمثله شركة أمازون، القطاع الصناعي ويمثله شركة سيمنز والقطاع المعماري" ، وذلك اعتبارا أن هذه الشركات وظفت تقنيات الذكاء الاصطناعي في الاستدامة البيئية للوقوف على أبرز مجالات وآليات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الاستدامة البيئية بتلك القطاعات.
أدوات جمع البيانات: استمارة تحليل المضمون لتحليل مضمون المواقع الإليكترونية، والتقارير والمقالات الصحفية للشركات محل الدراسة، إجراء مقابلات متعمقة مع أربعة من المتخصصين في مجال العمارة البيئية.
الإطار النظري للدراسة : تطبيق نظرية الإدارة البيئيةEnvironmental management Theory  على موضوع الدراسة، بالإضافة إلى تقديم نموذج مقترح حول كيفية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الاستدامة البيئية .
وقد توصلت الدراسة إلى عديد من النتائج أهمها: تعدد مجالات تفعيل تقنيات الذكاء الاصطناعي في الاستدامة البيئية والممثلة في عده قطاعات كالقطاع التكنولوجي من خلال تطوير المنتجات التي تساعد على حياة أكثر استدامة، الاستثمار في الطاقة المتجدّدة، إصدار تطبيقات أو ميزات ببرامج إليكترونية للمساعدة في اختيار المسارات المستدامة للبيئة، والقطاعات المتعلقة بالصناعة والتجارة الإليكترونية من خلال تعزيز إدارة المحاصيل الزراعية، التصميم الصديق للبيئة وإنتاج المنتجات الخضراء، إدارة البصمة الكربونية للمنتجات، وتنفيذ البرمجيات الذكية Smart Software’s في التصنيع والإنتاج، وأخيرا القطاع المعماري من خلال التصميم التوليدي،معالجة البيانات، استخدام المواد المستدامة، محاكاة واختبار التصاميم، إدارة المشاريع والجداول الزمنية، تحسين الجودة والأمان، تحسين كفاءة الطاقة واستخدام الموارد، استخدام الطاقة الشمسية وتدوير المياه، العزل الحراري، هذا بالإضافة إلى البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي المصممة للمراقبة والتنبؤ ومعالجة تأثيرات الطقس والمناخ.

أبرز مزايا تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في الاستدامة البيئية و-خصوصا- بمصر: توفير الطاقة وحسن استخدام للموارد، سرعة إنجاز التصميم للمباني وتقديم حلول متنوعة لاختيار أفضل قرار تصميمي، وتوظيف التقنيات الذكية في اتخاذ القرارات الخاصة بالاستدامة .
وتتمثل أهم معوقات تفعيل التقنيات الذكية في الاستدامة البيئية و-خصوصا- في مصر : عدم تهيئة البنية التحتية لمثل هذه المباني المستدامة ، قلة الكفاءات البشرية المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي المستدام، التكلفة العالية لصيانة التقنيات الذكية .
تهدد تقنيات الذكاء الاصطناعي في الاستدامة البيئية عددا من الوظائف بالمستقبل وبالأخص العاملين في مجال الهندسة المعمارية .