في ضوء اهتمام مصر الكبير بملف البيئة وذلك بإطلاق العديد من المبادرات البيئية والمناخية وفق رؤية مصر 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر رفع الوعى البيئي ونشر مفهوم الاقتصاد الأخضر، سعت الدراسة إلى الكشف عن ملامح توظيف المحتوى المرئي للإعلام الرقمي ممثلاً في مواقع التواصل الاجتماعي في التسويق الاجتماعي لتلك المبادرات في إطار "نظرية ثراء الوسيلة الإعلاميةMedia Richness Theory". وتعد الدراسة من البحوث الوصفية واعتمدت على منهج المسح بشقه التحليلي، وتمثلت عينة الدراسة في كل المحتوى المرئي الذي تناول المبادرات المصرية البيئية والمناخية على موقعي الفيسبوك واليوتيوب بأسلوب الحصر الشامل لمدة عام كامل، وبلغت عينة الدراسة (715) محتوى مرئياً. وأظهرت نتائج الدراسة تنوع الصفحات والقنوات التي تناولت المبادرات البيئية والمناخية ما بين صفحات وقنوات المبادرات ذاتها، وصفحات وقنوات الوزارات الحكومية، وقنوات الوسائل الإعلامية، واستفادت تلك الصفحات والقنوات من ثراء الوسيلة بتوظيف أكثر من تقنية حديثة في تقديم مضامينها المرئية المتنوعة لجمهورها من المستخدمين، واستخدام أكثر من شكل للمحتوى المرئي من صور ثابتة وفيديو، بالإضافة إلى الفيديوجراف والانفوجراف لتوصيل المعلومات والمفاهيم المعقدة بشكل سهل وجذاب، وتوظيف أكثر من لغة في تقديم مضامينها المرئية. وتصدرت "المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية" المبادرات البيئية والمناخية التي تناولها المحتوى المرئي، وجاءت قضية "جدية التعامل مع البعد البيئي وآثار التغيرات المناخية" في صدارة القضايا البيئية والمناخية التي عرضها المحتوى المرئي في تناوله للمبادرات، وتصدر الخبر القوالب الفنية المستخدمة لتغطية أنشطة المبادرات المتنوعة تلاه إعلان التوعية PSA وذلك لتوظيفه في التسويق الاجتماعي لها. وأوضحت النتائج أنه على الرغم من كثرة عدد المتابعين للصفحات وعدد المشتركين في القنوات التي تناولت المبادرات البيئية والمناخية على موقعي الفيسبوك واليوتيوب، إلا أن تفاعلية المستخدمين من الجمهور مع المحتوى المرئي على تلك الصفحات والقنوات كانت قليلة.