دور الآباء في ترسيخ الثقافة الإعلامية للأبناء من خلال استخدامهم للمنصات الرقمية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس مساعد بقسم الإنتاج الإذاعى والتلفزيونى - الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام

المستخلص

تعد قضية التعارض أو التكامل بين الإعلام الجديد والقديم واحدة من القضايا الجدلية التي أثارت– ولا تزال– اهتمام علماء الإعلام والاتصال والمهتمين بهذا الحقل المعرفي المهم، حيث يبرز في هذا الشأن اتجاهان: أحدهما: يرى أن الإعلام الجديد هو إعلام المستقبل الذي لن يكون فيه مكان لوسائل الإعلام التقليدية (الصحيفة الورقية، والراديو التقليدي، والتليفزيون). والثاني: يرى إمكانية التعايش جنبا الى جنب بين جميع نماذج الإعلام والاتصال قديمها وحديثها، وذلك على غرار ما حدث على امتداد تاريخ هذه الوسائل، حيث لم يلغ الجديد القديم كليا وإن أثر فيه على نحو متفاوت بين وسيلة وأخرى (صالح، نصير، 2014)، فتعد المنصات الرقمية أحد أدوات الإعلام الجديد التي حاولت تقديم نفسها كمنصات بديلة عن التليفزيون التقليدي، واستطاعت ان تضع معايير جديدة للبث التليفزيوني تتمثل في شكل ومحتوى جديد للمضمون المقدم عبر هذه المنصات.
إن التطور الذي يشهده عصرنا الحالي وانتشار وسائل الإعلام بمختلف أنواعها أثر في طريقة تفكير البشر وتصرفاتهم وسلوكياتهم في المجتمع الذي يعيشون فيه، فالمعرفة اليوم متاحة للجميع ويبقى للفرد أن يمتلك المهارات اللازمة للوصول إليها وتحليلها وتوظيفها والاستفادة منها.ومن هنا تبرز أهمية الثقافة الإعلامية.
توفر الثقافة الإعلامية مساحة كبيرة من الفرص المواتية لمعالجة المشكلات النفسية والتربوية والاجتماعية التي يعاني منها الأبناء حيث تلعب دور بارز في إكساب الأطفال والشباب الثقافة الاجتماعية النقية، وتساعدهم على امتلاك مهارات النقد والتقويم والتحليل وحل المشكلات والربط بين الأشياء وبين المتغيرات، ومهارات الحديث والقراءة والكتابة والمهارات الاجتماعية والثقافية التي تساعدهم على الاتصال الفعال، وتمكنهم من استيعاب الخصوصيات الثقافية في علاقتها مع العموميات والمتغيرات الثقافية الاخرى وإلى جانب ذلك فإن الثقافة الاعلامية تساعد على تكوين نموذج القدوة الحسنة لدى الابناء ؛ فالثقافة الاعلامية ضرورية لتكوين القدرة على التفكير التحليلي الناقد، وتكوين ضوابط ذاتية تمكن الاباء والابناء من تلقي الفيض الاعلامي وتدفق الرسائل الاعلامية، بما يساعد على الانتقاء، وعليه تبين ما هو أخلاقي فكريا وقيميا.
ومن ثم تسعي هذه الدراسة التعرف علي دور الآباء في ترسيخ مبدأ الثقافة الإعلامية لدي أبنائهم في ظل عصر الإعلام الرقمي الذي يشهده العالم الآن عامةً، وفي استخدامهم للمنصات الرقمية خاصةً. والتعرف علي العلاقة بين مستوي الثقافة الإعلامية للآباء ونوع الوساطة وعملية استخدام الأبناء للمنصات الرقمية، من خلال استمارة استبيان مع عينة من الآباء قوامها ٤٠٠ مفردة.
وقد توصلت الدراسة الي أهمية وضرورة نشر مفهوم الثقافة الإعلامية بين الآباء لتوعية أبنائهم في استخدام الإعلام الرقمي عامة والمنصات الرقمية خاصة، وترسيخ مبدأ الثقافة الإعلامية عند الأبناء منذ الصغر، لأن الثقافة الإعلامية للآباء تقلل من الآثار السلبية لاستخدام المنصات الرقمية عند الأبناء، وتقلل من نسبة التعرض للمضامين السلبية والغير الهادفة. وضرورة وجود نوع من أنواع الوساطة الأبوية اثناء تعرض الأبناء للمنصات الرقمية سواء بمشاركة الآباء أبنائهم المضامين التي يتعرضون لها ومشاركتهم اهتماماتهم وتفضيلاتهم عبر المنصات الرقمية أو تخصيص جزء من وقتهم لذلك، أومناقشتهم أثناء وبعد التعرض حول تلك المضامين لتجنب الآثار السلبية للمنصات الرقمية.
 
 

الكلمات الرئيسية