آليات القائم بالاتصال للتحقق من دقة الأخبار في ظل فوضي المعلومات في عصر النشر الرقمي:

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الصحافة بكلية الاعلام وتكنولوجيا الاتصال- جامعة السويس

المستخلص

فرضت التطوّرات السريعة في مجال النشر الرقمي ممارسات مهنية جديدة على القائمين بالاتصال، وتحدّيات متنوّعة تحتاج إلى مهارات فنية متطورة للتعامل معها. فالقائمون بالاتصال بالمؤسسات الصحفية يواجهون تحديات كبيرة في عملية الانتقال الرقمي، ففضلاً عن ضرورة امتلاك القائم بالاتصال للمهارات والأدوات الرقمية اللازمة لإنتاج محتوى مميز بما يتواكب مع العصر الرقمي، فإنه يواجه أمراً أخر ملحاً لا يقل أهمية عن ذلك وهو اداراك ووعي القائم بالاتصال التعامل بحذر ومهنية مع الكم الهائل والضخم من البيانات والمعلومات المتدفقة خاصة وأن الأمر أصبح يتعلق بمدى دقة وصحة هذا المحتوى، فلا شك أن نشر الأخبار الزائفة أو غير الدقيقة أمر يؤثر بالسلب على مصداقية المؤسسة الصحفية لدي الجمهور، خاصة في ظل انتشار مخاوف بِشأن مدى مصداقية نماذج الإعلام الرقمي الجديد، وصعوبة الرقابة عليها.
في إطار ما سبق ذكره تسعى الدراسة إلى معرفة اتجاهات القائم بالاتصال من محرري أقسام الأخبار بالصحف المصرية نحو أهمية التحقق من دقة المعلومات والأخبار في ظل فوضى المعلومات في عصر النشر الرقمي، ورصد ومعرفة آليات القائم بالاتصال عينة الدراسة للتحقق من دقة المعلومات والأخبار قبل نشرها خاصة في ظل التدفق الهائل والمتواصل للمعلومات والبيانات عبر المنصات المختلفة والانتشار الضخم للمعلومات المضللة والزائفة، ومدى تأهيل عينة الدراسة وتمكنهم من الأدوات الرقمية المتاحة للتحقق من المعلومات، ومدى امتلاك القائم بالاتصال لأدوات ومهارات رقمية تمكنه من صناعة محتوى صحفي دقيق في عصر النشر الرقمي، كما يسعى البحث للتعرف على مدى إدراك المؤسسات الصحفية التي يعملون بها لأهمية تدقيق المحتوى خاصة في ظل عصر فوضي المعلومات الذي تعيشه، وذلك من خلال رصد استراتيجيات تلك المؤسسات لتأهيل فريقها الصحفي ليكون مستعداً لمواجهة التحدي والتعامل معه بحرفية، بالإضافة الى التعرف على أهم المعوقات والتحديات التي تواجه
القائم بالاتصال عينة الدراسة في عمليات التحقق من دقة المحتوى في عصر النشر الرقمي، كما تسعى الدراسة للتعرف على مقترحات وتوصيات القائمين بالاتصال لرفع كفاءة الصحفيين في مواجهة فوضى المعلومات وانتشار الأخبار الزائفة في عصر النشر الرقمي.
تنتمي هذه الدراسة الى حقل الدراسات الوصفية، وتعتمد على منهج المسح بشقية الوصفي والتحليلي، استخدمت الباحثة أداة الاستبانة Questionnaire كأداة لجمع البيانات المطلوبة من القائمين بالاتصال في المنصات الرقمية بالصحف المصرية، ويتمثل مجتمع البحث في هذه الدراسة في عينة من محرري الأخبار العاملين بالمنصات الرقمية في الصحف المصرية.
وتوصلت الدراسة إلى أنه رغم الادراك الكافي لدي عينة الدراسة بأهمية اتباع آليات محددة للتحقق من الأخبار والمعلومات قبل النشر إلا أن هناك توجه لديهم بضرورة تخصيص فريق متخصص فنياً من قبل المؤسسة الصحفية لفحص الأخبار والمعلومات والصور ومقاطع الفيديو المتدفقة وسط زخم من البيانات والمعلومات، ولا يشترط أن يمتلك كل صحفي هذه المهارات.
كما أكدت الدراسة أن مسئولية تطوير مهارات القائم بالاتصال ودعم قدراته على التحقق من دقة المحتوى قبل النشر هي مسئولية مشتركة بين المؤسسة الصحفية التي يجب بدورها تدريب طواقم العمل بها وتوفير دورات تدريبية وتوفير قسم متخصص في تدقيق البيانات والمعلومات يقوم بتأمين احتياجات غرف الأخبار، والجانب الأخر يقع على الصحفي نفسه الذي يجب عليه الحذر الشديد من اعادة نشر الأخبار دون التأكد من صحتها، ما يرتّب مسؤولية على الصحفي بشكل خاص، فهو الذي يجب أن يتقصّى عن مصدر الخبر وهوية صاحبه ويقدم الحقيقة لقارئه.
كما أوصت الدراسة بضرورة توفير وحدات متخصصة في التحقق في أقسام الأخبار بشكل خاص - تقوم تلك الوحدات بتأمين احتياجات غرف الأخبار بتوفير الرد السريع على الصحفيين للتحقق من صحة معلومات محددة وخاصة طلبات التحقق من مقاطع الفيديو أو الصور، أو مدى ارتباط بعض المقاطع بالوصف التعريفي المرفق معها، بالإضافة إلي الحاجة الملحة لتدريب صحافيينا على امتلاك أدوات ومهارات التحقق من المعلومات، كما أكدت الدراسة أن سرعة انتشار الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي ونقص المهارات لدي الصحفيين للتحقق من دقة تلك الأخبار وتغليب عنصر السبق الصحفي أهم ثلاثة معوقات وتحديات أمام عمليات التحقق.
 
 
 

الكلمات الرئيسية