خطاب الكراهية الاجتماعي عبر الإنترنت وتأثيره على العنف ضد المرأة في المجتمع المصري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 مدرس الصحافة بكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال - جامعة السويس

2 مدرس الصحافة بالمعهد التكنولوجي العالي للإعلام المصرية للعلوم والتكنولوجيا. EST

المستخلص

يشهد العالم اليوم انفتاحا غير مسبوق في سبل الاتصال والتواصل. أصبحت الآراء والأفكار والمعلومات متاحة للجميع عبر مختلف انواع منصات التواصل الاجتماعى. خاصة بعد انتشارها وتداولها في قبضة يد كل من يمتلك هاتفا ذكيا، وبخاصة موقع فيس بوك، والذي ادي كونه مساحة مفتوحة ومتاحة للجميع إلى ظهور أفكار متطرفة وحادة وخطابات كراهية تجاه بعض من فئات المجتمع المصري. تفاقمت حدة خطاب الكراهية الالكتروني وتزايد انتشاره وتأثيره عبر مواقع التواصل الاجتماعي التى تتابعها وتشارك بها بل وتتأثر بها نسبة كبرى من الشعب المصري، وقد صدم مؤخرا بعدة أحداث وفواجع تخص الفتيات والسيدات المصريات من حوادث قتل وذبح بمنتهي العنف. ومنها حادثة قتل نيرة اشرف الذي صدم المجتمع المصري بأكمله، وكان الخطاب الالكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي يحمل الكثير من التبرير والتعاطف والدفاع مع المتهم. وهذا اثار الجدل والخلاف بين مختلف الفئات.
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على طبيعة ومضمون الموضوعات المتعلقة بخطاب الكراهية تجاه المرأة عبر الإنترنت (مواقع التواصل الاجتماعى)، ومعرفة تأثير مثل هذا الخطاب على العنف ضد المرأة في المجتمع المصري، إلى جانب التعرف على مدى تبني طلاب الجامعة لخطاب الكراهية الرقمي من خلال المحتوى المنشور على مواقع التواصل الاجتماعى، وبالتالي تسعى الدراسة إلى الكشف عن دور الإنترنت متمثلا في مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لمثل هذا الخطاب، إضافةً إلى العنف المترتب عليه عن طريق تحليل الموضوعات المنشورة على صفحات مختلفة، التي تساهم في انتشار هذا الخطاب وما يترتب عليه من عنف ضد المرأة في المجتمع المصري، والأساليب المستخدمة في المنشورات للتأثير على  جمهور الرأي العام.
   تعتمد الدراسة على نظرية المسئولية الاجتماعية لوسائل الإعلام، وتستخدم منهج المسح بشقيه التحليلي والميداني، وتشتمل عينة الدراسة في جانبها التحليلي الكيفي على عدد من صفحات ومجموعات الفيس بوك، وذلك في الفترة التى واكبت مقتل نيرة اشرف في يونيو 2022، وشهد موقع فيس بوك خلالها كم كبير من خطاب الكراهية المتصاعد تجاه المرأة، للوقوف على محددات خطاب الكراهية تجاه المرأة، فيما تتضمن عينة الدراسة الميدانية (300) مفردة من طلاب الجامعات المصرية.
  توصلت الدراسة لعدد من النتائج الهامة من أبرزها: أن خطاب الكراهية الاجتماعي جاء في المركز الثاني بنسبة بلغت (29%)، بعد الخطاب السياسي بنسبة (33%) ، تلاهم خطاب الكراهية الرياضي في المركز الثالث بنسبة (27%)، وعرفّ أغلب أفراد العينة الكراهية بأنها "فضح أسرار الآخرين"، وتلتها عبارات كراهية أخرى كالتشهير واستخدام وصم مُهين للآخر، وتهميش الآخر وتوجيه الاتهامات له.
كما أسفرت النتائج عن إجماع معظم أفراد العينة، وبنسبة مرتفعة، أن لوسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في انتشار خطاب الكراهية الاجتماعي، فهذه القضية تسببت في انقسام الرأي العام بين مؤيد ومعارض، كما اتفق أغلب أفراد العينة أن نيرة أشرف ضحية وليست متهمة تستحق ما حدث لها، حيث بلغ موقف أفراد العينة الذين يرون أنها ضحية (270) طالب بنسبة بلغت (90%)، وذكر أفراد العينة أن أهم النتائج التي قد تترتب على انتشار خطاب العنف والكراهية في المجتمع بالاستشهاد بنموذج نيرة أشرف هو اضطهاد المرأة في المجتمع والتضييق عليها.
 
 

الكلمات الرئيسية