تعد الإيديولوجية المهنية والأخلاقية بمثابة السمات النموذجية المثالية للصحفي في تغطيته للأحداث اليومية والمتمثلة في الموضوعية والإستقلالية والأخلاقيات والشفافية ، فالأخلاق جزء لا يتجزأ من تطور الصحافة کمهنة ، تسعي الدراسة إلي معرفة مدي إلتزام الصحفي بالإيدلوجية الاخلاقية والمهنية بالصحف وقت الأزمات الصحية من خلال تطبيق أداة الاستبيان علي عدد ٧٠ صحفي من مختلف دول الوطن العربي ، وتطبيق أداة صحيفة بالموقف من خلال نموذج کيفي يحدد فيه الصحفي طبيعة الموقف الذي تعرض له أو تعرض له الاخر وقت تغطيته للأزمة الصحية في الوطن العربي . وتوصلت الدراسة إلي أن جائحة کورونا أدت إلي وقوع الصحفيون في الخلط بين الإلتزامات المهنية والتوجهات الأيديولوجية عند صياغة موضوعاتهم بعيداً عن الالتزام بأخلاقيات المهنة والرسالة الإعلامية ، في هذه الحالة أصبحت الحيادية والموضوعية في الصحافة موضعاً إشکالياَ ومدخلاً للجدل في ظل تناقض الروايات والبيانات . لکن بالمجمل لم يکن دور الإعلام العربي في مواجهة کورونا بمستوي يتفق مع ثقل الأزمة الصحية بإستثناء حالات قليلة قدمت إسهامات جدية تحترم ، فقد غاب مفهوم إدارة الأزمة عن المشهد الإعلامي العربي، لصالح غلبة الجانب الرصدي الکمي ، مع تقديم جرعات خفيفة من التوعية والتثقيف ، نظير ضعف الخطاب الصحي المؤثر مقابل إشغال مساحات وافية للنقاش حول تأثير الفيروس في تقوية وجود دور الدولة القومية وتعزيز الوطنية .